واستغرق حصول الحاج حاتم على تأشيرة الدخول إلى اليمن شهرين وبعد وصوله إلى اليمن، أمضى أيام سفر عديدة للوصول برا من العاصمة اليمنية صنعاء إلى صعدة. ثم اقتاده السكان المحليون إلى المسجد حيث لاقى ترحابا حارا. وكان يبكي مع كل إشراقة شمس أمام تلاشي آماله في استعادة ابنته مع كل طلقة رصاص يطلقها قناص أو سقوط كل قذيفة هاون. .
قرار الحاج حاتم بالسفر إلى اليمن جاء بعد أن بلغه نبأ وفاة صهره متأثرا بجراح أصيب بها عند انفجار قذيفة هاون بالقرب منه ، تاركًا خلفه أرملة حاملاً في شهرها السادس وطفلين أحدهما يبلغ عامًا واحدًا والثاني ثلاثة أعوام. وأنه تعذر على ابنته الخروج من منطقة الاشتباك.
حيث قال الحاج حاتم بحسب موقع الصليب الأحمر على الأنترنيت “قالت لي إنها لا تستطيع المغادرة بسبب القتال، فوعدتها بأن آتي لآخذها معي".
ورغم الحاجز اللغوي، فالحاج حاتم لا يتقن سوى الأمازيغية، وبعض الكلمات الفرنسية، نجح في لفت الأنظار إلى محنته، إذ أخبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل على مساعدة مصابي الحرب بقضيته وقال :"لقد اتصلت بالجميع هنا، اتصلت بالسفارة واتصلت بالسلطات المعنية. قلت لهم "لقد جئت إلى هنا وأريد ابنتي". واستطرد قائلا:" ظن البعض أنني فقدت صوابي وقيل لي إن الموت سيكون بانتظاري إذا ذهبت إلى هناك بمفردي. فأجبتهم قائلا: إذا عدت إلى دياري بدون ابنتي فسيكون قلبي قد مات بالفعل ".
وعندما علم الحاج حاتم بأن اللجنة الدولية ستسير إحدى القوافل لمنطقة الحرب من أجل مساعدة المصابين في الرابع من نونبر الماضي، ناشد العجوز المغربي رئيس البعثة بإجلاء ابنته الحامل وطفليها. وأجهش في البكاء طالبًا السماح له باللحاق بالقافلة وإلا سيذهب إلى هناك سيرًا على الأقدام على حد قوله. إلا أنه قيل له إن الأولوية في ذلك اليوم هي لإجلاء المصابين بإصابات بالغة. بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك سوى بضع سيارات لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة. فما كان منه إلا رفض محركًا رأسه قائلا أنه سيجلس وينتظر. فهو لن يترك "الصخرة الكبيرة" التي يجلس عليها حتى يجري إجلاء ابنته سالمة.
وبعد القافلة الأولى ظل الحاج المغربي ينتظر أياما حتى سمح للبعثة الدولية مرة أخرى بالدخول إلى منطقة دماج المشتعلة، وكانت محنة الرجل العجوز الذي عبر نصف الكرة الأرضية لإعادة ابنته إلى ديارها قد تركت أثرًا عميقًا في نفوس الجميع وأدت إلى توافق آراء جميع أطراف القتال على أن تكون سميرة وطفلاها ضمن المجموعة التالية التي سيجرى إجلاؤها وأن تكون أول من يخرج سالمًا من بين المدنيين.
وبالفعل كانت ابنته وحفيداه اللذان لم يرهما مدة. ضمن الناجين الذين أجلتهم القافلة الثانية للجنة الدولية التي ذهبت إلى دماج بالإضافة إلى 44 مصابًا ونقلتهم جوًا إلى صنعاء. وتوجهوا من هناك إلى ديارهم بمساعدة السفارة المغربية.