القائمة

أخبار

الأب الذي أحرق محفظة ابنه يوضح خلفيات ما وقع

أثار فيديو يظهر أبا يحرق محفظة ابنه جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث رافقته مجموعة من التعليقات و الاستفهامات تشكل جوهريا في خلاصاتها واقع منظومة التعليم بالمغرب. 

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

 ويوثق شريط الفيديو هذا الذي سجل يوم 13 أكتوبر 2013 ، احتجاج أحمد محفوظ، أب لتلميذ يدرس بإعدادية الكندي ـ سيدي موسى بجماعة تسلطانت التابعة لمراكش، على ما أسماه " سوء التسيير الإداري بالإعدادية في شخص ممارسة حارسها العام" وذلك بإحرق محفظة ابنه بكل ما تحتويه من أدوات مستعينا ببنزين دراجته النارية.

وبعد تنامي التعليقات و الاستفسارات حول ما تضمنه الفيديو وحول حيثيات الواقعة خصوصا بعد نشر مقال يبشر بوصول الملف للقضاء. قام أحمد محفوظ بصياغة بيان، اطلعنا عليه، يوضح فيه خلفيات هذا الأمر ويوجهه إلى نيابة وزارة التربية الوطنية بمراكش. وعن طريقها إلى وزير التربية الوطنية.

و أكد محفوظ في بيانه أن ما قام به جاء عفويا و أن ممارسة إدارة المؤسسة هي من دفعته إلى الاحتجاج بتلك الطريقة و أورد في ذات البيان أن الشرارة الأولى انطلقت عندما تلقى اتصالا هاتفيا من الحارس العام للمؤسسة يخبره فيه أن ابنه قد تغيب لمدة 15 يوما عن الدراسة، ما دفعه إلى الالتحاق على وجه السرعة بالإعدادية لتوضيح الأمر وهنا يقول محفوظ: " على وجه السرعة التحقت بالاعدادية ,استقبلني الحارس العام السيد لحرش استقبالا غير لائق باعتباري اب تلميذ مستدعى من طرفه, حيث قام بحركات مهينه ومع ذلك استمعت اليه حيث قال "ابنك تغيب لمدة 15 يوما (خمسة عشر يوما),وانني درت فيك خيرا لاني لم اطبق القانون..ثم انني تكلمت لك على الابن ديالك السنة الماضية وما فهمتش راسك...…؟

طلبت منه الانتظارحتى أتمكن من احضار الابن لانه هو الطرف الرئيسي ومن غيره لن نصل الى نتيجة..على وجه السرعة عدت بابني فاذا بي أفاجأ بمغادرة الحارس العام لمكتبه علما أنه لم يمر على خروجي من عنده اكثر من 20 عشرين دقيقة اي انه غادر المؤسسة حوالي العاشرة صباحا. طلبت من الحارس الخاص لمدخل الاعدادية مقابلة السيد المدير ففاجأني بغيابه هو الأخر…"

وكانت النقطة التي أفاضت الكأس حسب ذات البيان هو دخول حارسة عامة كانت في فترة مداومة على الخط وحول هذا الأمر أورد البيان التوضيحي: " وصلت الحارسة العامة الى الباب لتسألني بعبارة مستفزة "اش بغيتي انت" اجبتها ان الامر لا يهمها ولن اتحدت اليها في الموضوع فلم تستسغ الرد , فقالت لي" انا في المداومة وانوب عن الحراس العامين يالله حيد من هنا ولا غادي نجيب ليك الجدارمية"" فكرتها انني اب تلميذ لا يجب تهديده وترعيبه بهذا الشكل فبادرتني بالقول" غاديا نجيب ليك راجلي" فقلت لها لن اتحدث اليك الامر لايهمك فعقبت " انا احسن منك" فقلت لها "خيركم اتقاكم" ولما هممت بركوب دراجتي النارية قالت بالحرف" لاش غادي هارب الى كنت راجل بقا" وكررتها حوالي اربع مرات والهاتف على اذنها… "

وبعد حديثه مع ابنه الذي وضح له العديد من الممارسات الترهيبية، على حد تعبير البيان، قرر محفوظ أن يحرق المحفظة احتجاجا على هذا الوضع: "ومن خلال كل هاته الاختلالات وهاته الاخطاء الادارية وممارسات الترعيب والترهيب في حق ابنائنا تملكني شعور عارم كدت على اثره ان اسير في اتجاه حرق نفسي امام الاعدادية التي اهنت امامها اهانة لن يحس بها الا من داق مرارتها حتى اثير الرأي العام لهاته الممارسات اللاادارية, ومع ذلك شاء العلي القدير ان تتراءى لي فكرة حرق المحفظة وبذلك جنبت اسرتي الصغيرة الضياع ومصائب الزمن."

ومن جانب آخر وكمحاولة للإجابة على استفسارات العديد ممن شاهدوا الشريط المذكور، ربطنا الاتصال بالأب وحاولنا إثارة تلك النقاط في حديثنا معه من قبيل عدم علمه بغياب ابنه، ومدى متابعته ومسايرته لأبنائه في حياتهم الدراسية أم أنه مغيب تمام عن هذا الدور و أنها لم يفتح محفظة ابنه إلا عندما قرر احراقها؟ على كل هذا قال محفوظ أنه من اشد المتابعين لأبنائه و من أكثر المهتمين بدراستهم حيث أكد أنه جهزهم بأحدث تقنيات المعلوميات وأمدهم بمجموعة من البرامج و المعلومات المفيدة في مراجعتهم و بحثهم وكذا الأمور الأخرى التي تتقاطع مع اهتماماتهم و أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بالإبن الذي ذكره في الفيديو و الذي رسب لمدة ٣ سنوات بل بابنه الثاني الذي يدرس بمستوى الثانية اعدادي و بخصوص الابن الآخر أكد أنه رغم كل ذلك فقد أبان عن المامه بمجال المعلوميات و يشهد له ببراعته في ذلك.

و للإشارة فالحارس العام للمؤسسة كان قد صرح لجريدة هسبريس في مقال حول هذا الموضوع بأن والد التلميذ تصرف كردة فعل بعد أن "غلبه" ابنه بسبب كثرة غياباته عن المدرسة. و أضاف في ذات المقال بأن حقيقة ما حدت تتلخص في كونه استدعى هاتفيا والد التلميذ للمكتب أمام عشرة تلاميذ يدرسون مع ابنه، بعد أن غاب عن حضور دروسه لعشرة أيام، باعتبار أن الإدارة تطلع على الغياب من أسبوع لأسبوع، فكانت بداية الأسبوع الموالي فرصة لاستدعاء والد التلميذ المحتج. و أن ما استفز والد التلميذ أنه صارحه بغياب ابنه المتوالي، بعد أن أراه ورقة الغياب، وهو ما لم يستسغه الأب، و أردف بأنه في السنة الفارطة كان التلميذ يغيب عن دروسه أياما عديدة، ما جعل الحراسة العامة تضغط عليه من أجل الالتزام بالحضور حينها. وأشار ذات المسؤول بأن والد التلميذ بعد أن خرج من مكتبه لم يتفوه بأية كلمة مسيئة، غير أنه قال كلمة واحدة مفادها "أنا عارف أشنو غاندير"، قبل أن يقدم على إحراق محفظة ابنه أمام المؤسسة التعليمية، ويحاول اقتحام المدرسة بالقوة، لكن حارس الأمن صده دون أن يفعل ذلك" وفق ما ورد في شهادة الحارس العام.

كما وردت أخبار عن تصريح الحارسة العامة بكون تصرفها ذاك جاء نتيجة لكلام .نطق به الأب استفزها حيث أوردت أنه قال لها: انت غير امرا

وفي رده على ذلك قال محفوظ في بيانه:" واشير للرأي العام ان السيد الحارس العام ادعى انه كان موجودا بالمكتب وانه خاف الخروج حتى لا اضربه. .فقط خوفا من معاقبته على مغادرته للمؤسسة قبل العاشرة.مع العلم انني اتفقت معه على احضار ابني ومع العلم انني غادرت المؤسسة في المرة الثانية الى المنزل.ولم اعد الا في المرة الثالثة بعد استجواب ابني واكتشافي لحقيقة اتهامه وطرده لمدة اسبوع.

السيدة الحارسة العامة ادعت انني استفززتها بكلمة "انت غير امرا" اقسم بالله العظيم جل جلاله ما خرجت من فمي هذه العبارة."

بين كلام الأب و تصريحات المؤسسة يضيع حق الابن في الدراسة و في غمرة الصراعات تتسع الهوة حول واقع التعليم بالمغرب و حول اشكالات التسيير الاداري في علاقتها بآباء التلاميذ.

رغم كل ما يمكن قوله بصدد هذا السلوك الاحتجاجي أكان صائبا فيه أم مجحفا في حق نفسه و ابنه فإن جواهر الأمور تختفي وراء الأمور البسيطة، و أن المعضلات الكبرى تفتت بأيسر الأحداث. الآن و قد مر 11 يوما على هذا الحادث ، لا يزال الابن خارج فصله الدراسي المكان الذي يجب أن يكون فيه، لا يزال هذا التلميذ ضحية لمقاربات تؤثث فهم المنظومة التربوية وتكرس منطق الابعاد و الطرد والمتابعة كحل لإشكالية الغياب وللتجاوزات التي من الممكن أن يقوم بها تلميذ داخل مؤسسة تعليمية حيث الفشل في معالجة مثل هذه الأمور واحتوائها هو فشل في ملامسة طموحاتنا و مبتغانا في الرقي بالحقل التربوي و التعليمي ببلادنا.