وحسب المصدر ذاته فقد اطلعت السلطات الفرنسية المغرب على الأسباب التي دعتها الى اتخاذ موقف لا يؤيد محاكمة علي أنوزلا وترفض التهم الموجهة إليه.
وترى الجريدة الواسعة الانتشار في فرنسا أن ملف على أنوزلا الذي تم اعتقاله على خلفية نشره لرابط على موقعه يحيل على جريدة إلباييس التي تحيل بدورها على فيديو القاعدة، أخذ بعدا آخر بعدما أقدمت السلطات المغربية على حجب موقع لكم عن القراء المغاربة من شبكة الإنترنت في المغرب، ولكن الحجب امتد من النسخة العربية الى الفرنسية التي يشرف عليها صحافي آخر. وكان علي أنوزلا قد طلب وقف العمل في الموقع وليس الحجب. واعتبرت "لوموند" أن هذا الملف يسبب حرجا حقيقيا للمغرب في الساحة الدولية وخاصة مع شركائه في الغرب بعد تدخل أطراف أوروبية وأساسا والولايات المتحدة التي تعتبره وتصفه بانتهاك حرية الممارسة الصحافية.
كما أكدت جريدة القدس العربي أنها حصلت على ملعومات تؤكد أن الخارجية الأمريكية اتخذت موقفها المساند للصحافي وعللت ذلك لنظيرتها المغربية. وتوصلت الخارجية الأمريكية بتقرير من سفارتها في الرباط منجز من طرف الوحدة الاستخباراتية والوحدة الإعلامية التابعة للسفارة. وتتوفر السفارة الأمريكية على ملف حول مختلف الصحف الورقية والرقمية المغربية وتوجهاتها وكذلك مدرائها وأبرز الصحافيين العاملين فيها. والملف الذي قدمته الى الخارجية حول الجريدة الرقمية ‘لكم’ يتضمن نفي كل تهم الإرهاب عن الصحافي علي أنوزلا أو جريدة لكم وتصنيفها ضمن المواقع المدافعة عن حرية التعبير وفضح الفساد وذات التوجه الليبرالي والتقدمي.
كما أن القوانين الأمريكية لا تعتبر نشر رابط لشريط إرهابي رفقة تعليق هو بمثابة ترويج للإرهاب بل ممارسة إعلامية عادية.
وعلى علاقة بالموضوع تراجعت الحكومة المغربية حسب جريدة القدس العربي عن رفع دعوى ضد الباييس التي كانت سباقة الى نشر شريط القاعدة بعدما تأكدت استحالة قبولها بل إحالتها على الحفظ مباشرة. وتجنب المغرب بهذا موقفا حرجا للغاية، إذ كان سيظهر أن القضاء المغربي اعتقل صحافيا بتهمة الإرهاب في حين أن قانون دول أخرى يتوفر على ترسانة أكثر تطورا في محاربة الإرهاب يعتبر نشر رابط لشريط لمنظمة إرهابية بالعمل الإعلامي وليس دعما للإرهاب.