التقيت بنجاة الباز في حفل افتتاح مهرجان مغربيات 2013 حيث شاركت عبر معرض للوحاتها حول ثيمة المرأة المغربية...هناك بينما كان الزوار يتأملون ما أبدعت ريشتها، كانت هي تجيب عن أسئلتهم بدون انقطاع محافظة على بسم ثغرها و طيبوبة روحها وكانت لا تمل من التنقل بين هذا و ذاك مستعينة بكرسيها المتحرك.
وسط تلك المشاهد، التي تجمع بين جمال الإبداع و جمالية الاحساس، تكمن إرادة و تحدي في مواجهة الصعاب و معانقة الأمل، أمل برهن ما من مرة أن النجاح لا يحالف المتخاذلين وأنهم وحدهم المتفاؤلون قادرون على مواجهة الأشواك بابتسامة.
في ركن من زوايا الغرفة التي احتضنت أعمالها، هممت إليها سائلا بروح الفضول و التطلع عن مشاركتها في المهرجان و عن اختيارها لموضوع المرأة، أجابتني باسمة، أنها لم تتردد في تلبية الدعوة خصوصا و أن الأمر يتعلق بالمرأة، مربية الأجيال، معتبرة أن المرأة المغربية استطاعت أن تبرهن عن كفاءتها و قدرتها على الخوض في مجالات مختلفة و أنها تعتز بالمرأة المغربية لدرجة أن جل لوحاتها تحمل رمز المرأة في قالب تجريدي يضفي عليها جمالية و حسنا.
ولم تخف الباز، أنها على الرغم من استأثارها بموضوع المرأة، فما يميز أعمالها هو الطابع التراثي. "خاصنا نحافظو على التراث ديالنا " هكذا قالت عندما سألتها عن سر اهتمامها بالبعد التاريخي و التراثي في أعمالها و أضافت: دور الفنان هو إعادة الاعتبار للثقافة و التراث و الحضارة، و أن يكون بمثابة سفير لبلده إذا ما تعلق الأمر بعرض أعماله في مواطن أخرى ـ و ذكرت الباز أنها خلال معرض أقامته في الولايات المتحدة استطاعت عبر سحر لوحاتها أن تجذب انتباه بعض الأمريكيين إلى زيارة المغرب و أنها استطاعت أن تنقل معالم المغرب الأصيل عبر ألوانها وتسافر به إلى باقي الدول.
أثناء حديثنا، كان هناك مستجد يقضي بوصول عدد النساء في حكومة بنكيران إلى ستة، فسألتها عن رأيها في الموضوع فلم تخفي فرحتها قائلة ـ الأمر كايشرف المرأة المغربية...ونتمنى حتى انا نكون منهم ـ
مسيرة نجاة لازلت متواصلة حيث أكدت أنها بصدد التحضير لعدة مشاريع داخل و خارج أرض الوطن لتكون بذلك نسمة من نسمات التراث المغربي في تجوالها و رمزا من رموز النجاح في اصرارها على السير قدما.