أمــا «زيـكــْـمـونــْـت فرويــْــد» فكان له رأي ونـظرية أخرى، بالنسبة له القبلة ناجمة عن رضاعة ثـدي الأم، ومرد هذه الظاهرة يرجع إلى «المرحلة الفمية» التي اعتبرها هي الأولى من نوعها، حيث قسم تطور شخصية البشر إلى ثلاث مراحل: 1. مرحلة فمية، 2. مرحلة شرجـية و3. مرحلة تناسلية. كما اســتنتج أن هذه العملية تشكل نوعا من المتعة وحادث مؤثر لم يمسح من مخ البشر طيلة حياته، لذا من المحتمل حسب «فرويد» أن تـكون شهوة القبلة مرتبطة أساسا «بالمرحلة الفمية».
القبلة عبارة عن شغفنا، محبتنا، حماسنا وولعنا، وبعض علماء الأعصاب والجنس اعتبروا القبلة اختبارا بغية الكشف عن «شريك الحياة المتكامل»، كما لاحظوا ارتفاعا مهما لنسبة "الأوكسيــتـوتــْـسـين" لذا الرجل الذي له نتائج مباشرة على المرأة حيث يطمئنها ويلطف أعصابها، علاوة عن انخفاض نسبة «الكورتيزول»، المسؤول المباشر على الإرهاق، الإكـتئاب والقـنوط، هكذا يتخلص الرجل والمرأة بطريقة ذكية من كل المعيقات والمضايقات الجسمية والنفسية ويشعران بالراحة والمتعة.
حسب بحوث علماء الجنس، يستمرئ الرجل القبلة قصد إشباع الغريزة، أمــا المرأة فهي تـختبر الشريك المفترض في أول وهلة، يمكن لنا اعتبار القبلة كعلامة ود وحنان، ولكن البعض منا يمزجها عمدا ودوما بالعملية الجنسية، القبلة بريئة من أي شبهة وعملية عادية نقوم ويقوم بها الملايير من الناس كل يوم عبر العالم، القبلة تحصن الصحة من الأمراض، تقوي القلب والمناعة وتروض أكثر من 34 عضلة الوجه، كما لها تأثير مباشر على هرمونات السعادة، «الأندورفينات»، حيث تتدفق بغزارة وتوفر لنا هكذا انتعاشا رائعا ودورة دموية نشيطة، بناء على هذا الفرض يجب القول: نحب القبلة، لأن لغتها غير معـقدة ومفهومة، ولسنا بحاجة لأي قاموس، وسيط أو ولي الأمر.القـبلة هي بنت الحب الشرعية وبمثابة «المصباح»، فلا يجوز أن يـقول للحقود الـمتسـلط: «أنا لا أريد إنارة طريقك»! في هذه الحالة لن يكون «مصباحا»، لأن الحب كـالمصباح: لا يؤمن إلا بـصيغة «المــطــلـق». كما قال الحكيم «مهاتما غاندي»: «أينما ينبت الحب، تزدهر الحياة، أينما ازدادت الكراهية، عم الدمار»، كما يمـكن لنا القول بكل بساطة: الحب غـير مـعـقـد، كـقـيادة «لــَـبــْــتـي طــاكـسي»، ولكن الـسائـق، المسافـر هم مصدر الـتـعــقـيد.
الحب استعارة بمثابة تقدير واحترام متبادل بغية توطيد وتكريس العلاقة، كانت مبنية على العاطفة، الصداقة أو محط اهتمام فقط، في المقابل يدرس عالم الإجتماع صيغات وضروب الحب المتواجدة، تفاعلاتها وتأثيراتها على مجتمع ما، «الحب الرومانسي»، «الحب الطبقي»، «الحب العائلي»، «حب الوطن» (النسق الإديـولوجي)، «العلاقة بين الحب، العنف والـتـحكم»، وهذا الطرح هو الطاغي عندنا في الممـلـكة، بيد أننا في حاجة إلى الحب الحقـيقي الذي لا يجفف منابع الشوق، الود والحنان حتى عمت نشوة الروح الأخاذة، نحن مطالبون اليوم بالمزيد من الحب، المداعبة والملاطفة، ومن الضروري الإحتفاء «بيوم الحب» كعـيد وطني في 14 فبراير على الساعة 14.14 من كل سنة.
ضروري أن نــخـرج إلى الشارع قصد تقبيل، أصدقائنا وأحبائنا و تقديم لهم الورود، الحلويات، «الـمــاروخـيـات»، الهدايا تحت شعار «فــالي نـْــتــا»، في حالة االقصور أو أضعف الإيمان، بعث رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال، حتى تدخل المملكة المغربية «موسوعة غـينيس للأرقام القياسية» بـفــضــل تـرجمة وتـتويـج هـذا الدرس الروحاني يوم 14 فبراير على الساعة 14.14 بـقـبلة كـما سيحلوا لنا، فـلنتصور أكــثــر من 30 ملايين نسمة تقبل بعضها البعض، هكذا سيكون هذا البلد الآمن قـبلة سياحية لجميع الزوار من العالم كله كـمنبع للحب، السلم، المودة، التسامح، الإخاء، حسن وكرم الضيافة،إذا أحصينا القبلات التي نقوم بها يوميـا لفاق عـددها 100 مليون قبلة، يعـني أكـثر من 3 مليارات في الشهر و 30 مليار قـبـلة في السنة، بالنسبة للإحتفاء بعيد «فــالي نــْـتـا» سيـكون الأمر مخـتـلف في التوقيت فقط.
لـن تـنجح سياحتنا إذا تبنت سياسة الإسهال في الـتـجــوال عبر العالم بدون جدوى و "لــَـهضاضر الخـاوية"، ضروري أن نبدع ونبتكـر، كم من دولة تسبح فـوق موجة 14 فبراير لكل سنة، «فالان تايـْـن دايْ»، باللغة الأنجليزية، لتسويق وترويج المنتوجات المحلية و جلب عدد وافر من السياح، ونحن ماذا نفــعـل؟ «والــو»! في العمق، الجديد، حديث العهد وغير المألوف يربكنا، كما يقـول المثـل الألماني الحكيم: «الفلاح لا يأكل إلا ما يـعرفه»، لأن العـدو اللذوذ لـكـل نوع من الإزدهار، الإبـتــكار، التقـدم والـتــطـور ليس الفشل أو الـخطء، ولكـن الخـمـول الملـفـوف في غابة من «الـكلام».