القائمة

الرأي

علي و الأربعون حرامي

 شكل نبأ اعتقال الصحافي علي أنوزلا لحظة مهمة في فهم مسار حرية الصحافة بالمغرب وساهم كذلك في فضح الكثيرين ممن باتوا يتبجحون بالانتقال النوعي والاتساع الكبير لهامش التعبير عن الرأي ببلادنا. 

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فكان ذلك مفيدا في فهم العديد من الأمور التي اتسمت بالضبابية في فترات الركود وجعلتنا نصدق أننا نسير فعليا في المنحى الصحيح الذي طالما اشتهينا ملامسته. لحظة تكميم الحرية هاته، لم تمر من دون أن تهشم العديد من الأقنعة التي استغلت الظرفية لإذانته وتثبيت التهمة الموجهة إليه قبل كلمة القضاء.

 أهي الغيرة على الوطن و الخوف على استقراره من دفع بهؤلاء إلى مجانبة لغة الإدانة والاتهام المباشر أم هي لحظة تصفية حسابات وجدوها ملائمة لتفريغ الحقد الدفين الذي يجترح دواخلهم؟ كل الاحتمالات ممكنة، لكن أن نرى الجسم الصحفي يصفق للقرار و يبتسم للحادث فهي إذن نهايته الوشيكة.

فلما أقول الجسم الصحفي فأنا أقصد من تحسب له هذه الصفة بحكم أقدميته أو شهرته وكلامي لا يسقط على "المنابر" التي تعيش على العناوين الفضائحية وتروج للمواضيع المتدنية القيمة لا من الناحية اللغوية ولا من ناحية المحتوى.

ومن مثل هؤلاء من رأى في مهاجمة أنوزلا "اكسيرا" لخلوده وتجنبا لسخط متوقع وتناسوا ما دل عليه المثل: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. فأنوزلا بجرأته ووضوحه في تناول المواضيع كان يشكل الاستثناء في المشهد الاعلامي المغربي بشكل عام وكانت هذه الجرأة تقلق الجيران لأنهم لا يستطيعون اليها سبيلا حيث ساهمت في تعريتهم أمام القراء ووضحت تدني مستواهم بين ما يحتاج اليه القارئ فعليا وما يروجون له على ظهر صفحاتهم.

 وما يثير الجنون هو ربط أنوزلا وموقع لكم بالإرهاب كأن خط الجريدة و إيديولوجية صاحبها غير معروفة و كأن تاريخه يوحي بترابط من هذا القبيل. المسألة لا تحتاج إلى كل هذه الضجة فضرورة عمله كصاحفي أملت عليه إضافة رابط مصدره في تناوله لهذا الموضوع. أما أن يحاسب على أساس التحريض أو الدعاية فمن شاهد الفيديو اللعين لم يمر بالضرورة من موقع لكم بل شاهده مباشرة من موقع اليوتوب والمقال الذي تضمن الرابط واضح جدا ومحتواه لا يؤكد صحة الادعاء لأنه جاء بلغة اخبارية صرفة لا تحث على مشاهدة الفيديو و لا تتضمن دلالات التحريض والدعاية.

أيضا، كان ذلك مناسبة لاستعراض العضلات في الوطنية وحب الوطن فسقطت بلاغات الاحزاب الواحد تلو الآخر والكل يشمت في اعتقال علي ويؤكد على ضرورة ربط الأمر بالمحاسبة والمساءلة القضائية إذا ما تعلق الأمر باستقرار البلاد و العباد.

 خلاصة القول: طاح الثور كثرو الجناوة…، فعلي أنوزلا هو مواطن فهذا لا يعني أنه خارج إطار المساءلة القانونية و القضائية لكن كصحافي من حقه أن يستفيد من شروط محاكمة عادلة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية مهنته وخصوصية النشر الالكتروني الذي يقتضي وضع رابط المصدر للأمانة.

الحرية لعلي أنوزلا

منبر

نبيل بشرور
طالب باحث
نبيل بشرور