القائمة

أخبار

المغرب يشكل حصنا ضد دولة جهادية في الصحراء تحكمها البوليساريو [مجلة أمريكية]

نشرت وسيلة إعلامية دولية جديدة هي، The National Interest، مقالًا يركز بشكل خاص على الروابط بين جبهة البوليساريو والإرهاب. ويأتي هذا بعد أيام قليلة من نشر صحيفة لافانغارديا الإسبانية مقالًا حلل العلاقات الخطيرة بين الجبهة والجماعات المتطرفة العاملة في منطقة الساحل.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

هل يمكن للصحراء الغربية المستقلة تحت حكم جبهة البوليساريو أن تكون قابلة للحياة؟ هذا هو السؤال الذي تطرّقت إليه مجلة The National Interest في تحليل كتبه أحمد شراوي. إذ يؤكد الكاتب: "بغض النظر عن موقفك من الاستقلال الوطني، في هذه الحالة الخاصة، يظل المغرب الحصن الوحيد ضد إقامة نظام جهادي في الصحراء الغربية".

ويشارك هذا الرأي عدد من الدول، منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل. حتى سوريا، التي كانت حليفة سابقًا للجبهة الانفصالية، قامت مؤخرًا بطردها من أراضيها، وفقًا لما نقلته المجلة الأمريكية. وعلى العكس من ذلك، "تظل الجزائر وإيران الداعمين الرئيسيين لجبهة البوليساريو. ومع وجود مثل هؤلاء الحلفاء، من الواضح أن هذه الحركة لا ينبغي أن تُعهد إليها دولة مستقلة".

كان يُنظر إلى البوليساريو سابقًا كحركة قومية علمانية، لكن في السنوات الأخيرة اقتربت من بعض الفاعلين الأكثر تطرفًا في المنطقة. فبالرغم من أن الأيديولوجية الماركسية شكلت في البداية الجماعة بدعم من كوبا وليبيا في عهد القذافي، فقد أفسح هذا التأثير المجال لواقع أكثر إثارة للقلق، كما يوضح المقال. إذ أصبحت مخيمات تندوف اليوم "مركزًا لتجنيد الجهاديين ونقطة التقاء للشبكات المتطرفة التي تنشط عبر منطقة الساحل"، حسب مجلة The National Interest.

تواطؤ مع إيران وحزب الله

وتؤكد المجلة أنه تم توثيق الروابط بين البوليساريو والتطرف. فعدنان أبو الوليد الصحراوي، المقاتل السابق في البوليساريو، قاد لاحقًا تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل الكبير قبل أن تُقضى عليه القوات الفرنسية في مالي عام 2021. وفي عام 2008، نشأت من مخيمات تندوف خلية فتح الأندلس الإرهابية، تلتها في 2009 مجموعة "الخلافة" التي بايعت داعش. وأبرز تقرير للمخابرات الألمانية أن "داعش والقاعدة يعملان بحرية في مخيمات تندوف وفي منطقة الساحل والصحراء بشكل عام"، كما تشرح المجلة الأمريكية.

ويشير المقال أيضًا إلى أن الصحيفة الألمانية Die Welt  كشفت عن روابط مباشرة بين البوليساريو وحزب الله المدعوم من إيران، لا سيما من خلال مكالمات جرى اعتراضها بين محمد الأمين الكتّاب، مسؤول الارتباط لجبهة البوليساريو في سوريا، وعضو في حزب الله.

في ظل تصاعد المقالات والتقارير التي تسلط الضوء على الروابط بين البوليساريو والجماعات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة، كان الدبلوماسي الإسباني ماكسيمو كاخال (1935 – 2014) قد نبه إلى هذه المخاطر منذ فترة طويلة. ففي يناير 2010، حذر من إقامة دولة مستقلة في الصحراء تحت قيادة جبهة البوليساريو.

وتساءل السفير ومستشار رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو في مقال نشره  على El País  "ما هي العواقب التي قد تترتب على وجود دولة مستقلة في المنطقة تحت سيطرة البوليساريو، وهو ما يعادل القول تحت سيطرة الجزائر؟"، وحذر "لم تحمل الصحراء الغربية يومًا بذور دولة، وسكانها الرحل والعلمانيون لم يشكلوا يومًا شعبًا متماسكًا. لا يمكن للصحراء المستقلة أن تزدهر، وستنتهي بها الحال كدولة هشة جديدة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال