القائمة

أخبار

صراع السلاح والمخدرات يهز مخيمات تندوف.. والبوليساريو ترد بخطاب المؤامرة

تعيش مخيمات تندوف على وقع انفلات أمني خطير، كشف هشاشة الوضع الداخلي الذي تعيشه جبهة البوليساريو، وعجزها المتواصل عن ضبط الأوضاع، بعد تصاعد الاشتباكات المسلحة بين عصابات الاتجار بالمخدرات داخل مخيم "العيون". الحادث الذي أثار موجة غضب واسعة، تحول إلى احتجاجات شعبية، أما قيادات الجبهة، فاختارت الرد بخطاب المؤامرة، متهمة أطرافاً خارجية بإشعال "الفتنة".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد مرور 72 ساعة على الاشتباكات المسلحة التي شهدها "مخيم العيون" بتندوف، بين عصابات الاتجار بالمخدرات، دعا زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي إلى "اجتماع طارئ" حضره عدد من قيادات الجبهة وبعض مسؤولي ميليشياتها.

ودعا غالي، خلال الاجتماع، بحسب بيان صادر عن الجبهة الانفصالية، إلى "الوقوف بوحدة وصمود في وجه كل المؤامرات والدسائس التي يحيكها العدو وحلفاؤه، من أجل القضاء على الشعب الصحراوي"، على حد تعبيره. كما شدد على ضرورة "القضاء على كل أشكال الخروقات الأمنية والتجاوزات القانونية، ومختلف الظواهر السلبية التي شابت المجتمع الصحراوي في الآونة الأخيرة".

وكان سكان "مخيم العيون" قد عاشوا، قبل أيام، حالة من الهلع إثر تبادل لإطلاق النار بين عصابات المخدرات، وسط غياب تام لميليشيات البوليساريو والجيش الجزائري، ما فجر موجة من الغضب تحولت إلى مظاهرات تطالب بتوفير الأمن داخل المخيمات.

من جانبه، نشر"وزير الثقافة" في الجبهة، موسى سلمى العبيد، مقالاً تطرّق فيه إلى الأحداث التي شهدها المخيم، محاولا تبرير غياب ميليشيات البوليساريو وتركها لعصابات المخدرات تعبث بأمن السكان، بتوجيه أصابع الاتهام إلى المغرب، ومعتبراً أن "العدو يحاول اليوم، أكثر من أي وقت مضى، غرس خناجره المسمومة بين صفوفنا، ويسعى جاهداً إلى تفجير أوضاعنا من الداخل".

ووصف ما تعيشه جبهة البوليساريو بأنه "لحظات حرجة"، داعيا إلى مواجهة ما سماه "عصابات الخيانة، وعصابات السلاح والمخدرات التي يحاول الاحتلال الغاشم تسخيرها لضرب شرفنا ووحدتنا من الداخل".

وليست هذه الواقعة الأولى من نوعها، بل باتت أحداث العنف والجريمة مألوفة لدى سكان المخيمات، فقد شهد مخيم "العيون"، في غشت من السنة الماضية، مواجهات مسلحة مماثلة، في ظل استمرار تفشي الفساد والإجرام، وتورط كبار قادة البوليساريو في تجارة المخدرات وتهريبها، مما يجعل العصابات تتمادى في أفعالها تحت حماية مباشرة أو ضمنية من المسؤولين المتورطين.

وفي ظل هذا الانفلات الأمني، دعا الناشط الانفصالي سعيد زروال، المقيم بالسويد، الجزائر إلى التخلي عن مطلب "تقرير المصير"، قائلاً إن "التمسك بتقرير المصير يعني، عملياً، دفن ما تبقى من اللاجئين في منطقة لحمادة قرب تندوف، دون أي أفق لتقرير مصيرهم".

وأضاف: "حتى نكون واقعيين ونبتعد عن الشعارات، فإن تقرير المصير في الصحراء الغربية مستحيل، لأن فرنسا لم توافق على تنظيم استفتاء في الجزائر إلا بعد أن تأكدت من هزيمتها العسكرية، وهو الشرط المفقود في القضية الصحراوية".

وأكد أن على الجزائر أن تبحث عن حل يضمن "مصلحة وكرامة الشعب الصحراوي قبل فوات الأوان".

وطالب الرئيس تبون وقائد الجيش شنقريحة بألا "يستمعا لقيادة جبهة البوليساريو لأنهم لايفكرون في مصلحة الشعب الصحراوي بل في مصالحهم الخاصة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال