دافع رئيس جزر الكناري يوم الاثنين 24 مارس، خلال تقديم خطة إفريقيا التي أعدتها الحكومة المستقلة للأرخبيل عن "علاقات استراتيجية مع المغرب"، وفقًا لما أورده الموقع الرسمي للحكومة الإقليمية.
تتناقض هذه المقاربة مع الخطابات الأخيرة لبعض كبار المسؤولين في حزبه، "التحالف الكناري"، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن "التهديد" الذي قد يمثله المغرب على أمن جزر الكناري.
وقد جاءت هذه الاتهامات، على وجه الخصوص، من المتحدث باسم نواب التحالف الكناري في البرلمان الإقليمي، ردا على اتفاق التنقيب عن النفط بين المغرب وشركة إسرائيلية في المياه الإقليمية للصحراء. كما أعربت النائبة عن التحالف الكناري، كريستينا فاليدو، عن مخاوف مماثلة في مجلس النواب الإسباني بعد الإعلان عن مشاريع لإيلون ماسك في الصحراء الغربية.
رغم دعوة كلافيخو إلى إقامة علاقات جيدة مع المغرب والدول المجاورة للأرخبيل، فإنه تجنب الإشارة إلى الصحراء الغربية أو البوليساريو في عرضه لاستراتيجيته الخاصة بإفريقيا. وفي خطابه، اقتصر على ذكر الدول الإفريقية القريبة جغرافيًا من الجزر، مثل موريتانيا والسنغال وغامبيا، وهي دول معترف بها من قبل الأمم المتحدة.
قد يؤدي هذا التجاهل إلى إثارة غضب البوليساريو والعديد من حلفائه في الأرخبيل. يُذكر أنه بعد اجتماعاته مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، يوم 8 أكتوبر 2024 في الرباط، أعلن فيرناندو كلافيخو تأييده الكامل لدعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء، والذي عبر عنه بيدرو سانشيز في مارس 2022 في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس.
وقال كلافيخو حينها للصحافة: "حكومة جزر الكناري تتبنى بالكامل سياسة الحكومة الإسبانية، لأنه لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. هذا الدعم خلق مناخا من الثقة والتعاون نرغب في تعزيزه، كما اتفقنا اليوم مع الوزير."
وانتقدت جبهة البوليساريو هذا الموقف آنذاك، واعتبرته "مخالفًا للقانون الدولي واجتهادات محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي."
إضافة إلى دعوة كلافيخو إلى علاقات استراتيجية مع المغرب، تضمن تقديم خطة إفريقيا لجزر الكناري عرض "فيديو لهدى بنغازي، نائبة رئيس محكمة التحكيم الإسبانية-المغربية والمديرة العامة لمعهد الشركات العائلية المغربية"، وفقا لما أوردته الحكومة الإقليمية.
يُذكر أن "التحالف الكناري" يترأس الحكومة المستقلة لجزر الكناري منذ 14 يوليوز 2023، بدعم من نواب "الحزب الشعبي".