الأربعاء 20 مارس 2025، الساعة 13:00، بمقر مجلس حقوق الإنسان في جنيف. نحن على موعد مع ناشطة صحراوية ستشارك في فعالية موازية خلال الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ترتدي ملحفتها التقليدية، وتعبر بوابات قصر الأمم بخطى ثابتة، مجسدة التزامها الراسخ بحقوق الإنسان.
تنحدر عائشة الدويهي من العيون، ولم تكتفِ بمسيرتها الأكاديمية الغنية، حيث حصلت على ماستر في الاقتصاد والتسيير من جامعة القاضي عياض بمراكش، ثم تخصصت في معهد إدارة الأعمال في بواتييه بفرنسا، قبل أن تعزز خبرتها القانونية بدراسات في جامعة محمد الخامس بالرباط. واليوم، بصفتها رئيسة المرصد الصحراوي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، تكرس حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء والمنطقة.
وضع مقلق في تندوف
منذ اللحظات الأولى للحديث، تدخل عايشة الدويهي في صلب الموضوع مباشرة، منددة بغياب وضع قانوني واضح للصحراويين في تندوف، الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم الأساسية. تقول: "هذه المخيمات تُعتبر رسميًا مخيمات للاجئين وفقًا للأمم المتحدة، لكن في الواقع، لا يتم احترام شروط وضع اللاجئ".
وتأسف لأن سكان تندوف ما زالوا يعيشون دون إحصاء رسمي، محرومين من حرية التعبير والتنقل، ويخضعون لإدارة غامضة تحت سلطة جبهة البوليساريو. تضيف بلهجة جادة: "نتلقى شهادات وتقارير صادمة عن عمليات إعدام خارج نطاق القانون، وحالات اختفاء قسري، واعتقالات تعسفية".
كما تحمل الجزائر مسؤولية غياب الإشراف على هذه المخيمات، لكونها البلد المضيف. فعلى الرغم من توقيعها على اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين، لم تمنح الجزائر أبدًا وضعًا رسميًا للصحراويين في تندوف، مما يجعلهم عالقين في فراغ قانوني مستمر. وتوضح الدويهي: "الدولة المضيفة تفوض بشكل كامل إدارة هذه المخيمات للبوليساريو، بما في ذلك السيطرة العسكرية والقضائية، وهو ما يتعارض تمامًا مع القانون الدولي".
وتضيف: "الجزائر مسؤولة عن عرقلة التواصل مع الهيئات الدولية بشأن هذه الانتهاكات، مما يشكل انتهاكًا خطيرًا".
نضال مستمر من جنيف
يتخذ المرصد الدولي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي يوجد مقره في جنيف منذ أكثر من ثلاث سنوات، من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والتنديد بها مهمته الأساسية، مع تركيز خاص على قضية الصحراء. وتعمل المنظمة على إصدار تقارير، وإقامة شراكات مع منظمات غير حكومية أخرى، والتدخل لدى الآليات الدولية لحقوق الإنسان.
وتؤكد الدويهي على أهمية توعية الهيئات الأممية والأوروبية بوضع الصحراويين في مخيمات تندوف، قائلة: "لقد قدمنا هذا الملف بالفعل أمام عدة هيئات تابعة للأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، لكن الصمت لا يزال مستمرًا". إلا أن إصرارها لا يتراجع، حيث تواصل الدفاع عن حقوق الصحراويين في كل فرصة تتاح لها.
من خلال أنشطتها، يسعى المرصد إلى تحقيق اعتراف دولي بالانتهاكات المرتكبة، ودفع المجتمع الدولي لمحاسبة الجزائر. وتؤكد الدويهي بحزم: "من غير المقبول أن تظل هذه الفئات محتجزة لما يقرب من 50 عامًا، دون أي إمكانية للعودة أو إعادة التوطين في ظروف كريمة".
تخطط المنظمة في جنيف لتعزيز جهودها في المناصرة من خلال الاعتماد على شهادات مباشرة وتقارير تحقيق معمقة. سواء في جنيف أو بروكسل، تعتزم عائشة الدويهي مواصلة كفاحها من أجل الاعتراف بحقوق الصحراويين ووضع حد للإفلات من العقاب في تندوف. التزامها الراسخ أكسبها تقديرًا دوليًا، حيث حصلت في عام 2019 على جائزة القيادة الدولية للمرأة من البرلمان الأوروبي.