قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة، إن بلاده ستضخ تطوعا منها بمليون دولار لصالح الآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء بهدف تحريك وتنفيذ برامجها.
وأضاف في كلمته خلال افتتاحه الدورة 34 العادية لمنتدی رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، بالعاصمة الإثيوبية أدس أبابا أن "الوضع المالي الحرج لآليتنا يعرقل عملها ويؤثر على تنفيذ برامجها".
ويترأس تبون هذه الدورة بصفته رئيسا لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء. وشارك في أشغال هذه القمة عدة رؤساء دول وحكومات هذه الآلية الإفريقية، إلى جانب مسؤولي مختلف هياكل ومؤسسات الاتحاد الإفريقي.
ويأتي هذا التبرع السخي، قبل يوم واحد من إجراء انتخابات للفوز بمنصب النائب الأول لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو المنصب الذي سيعود إلى منطقة شمال القارة.
وتتنافس ثلاثة بلدان على المنصب هي المغرب ممثلا بلطيفة آخرباش، الرئيسة الحالية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والجزائر التي رشحت سلمى مليكة حدادي، السفيرة في إثيوبيا والمديرة السابقة لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية، والمصرية حنان مرسي نائبة المدير التنفيذي للجنة الاقتصادية الأممية لإفريقيا.
وقبل إعلان تبون عن هذا التبرع، هاجمت وسائل إعلام جزائرية، مصر واتهمتها بـ"الانقلاب" على الجزائر، بترشيحها حنان مرسي للمنصب بـ"شكل مفاجئ"، رغم أن الخارجية المضرية كانت قد أعلنت عن ترشيحها في دجنبر الماضي.
المواقع الإخبارية الجزائرية المعروفة بقربها من صناع القرار في الجزائر، ادعت أن مصر كانت "قد قدمت التزاما مع الجزائر في وقت سابق، بمساندتها ومنح صوتها للمرشحة الجزائرية مليكة حدادي". وتساءلت نفس المصادر عن أسباب وخلفيات "هذه الخطوة المصرية غير المفهومة"، مضيفة "أن القرار المصري لم تسبقه أي حملة انتخابية لصالح مرشحة القاهرة، ما يوحي أن الخطوة غريبة الأهداف".
دبلوماسية الأموال
وتحاول الجزائر منذ وصول الرئيس تبون إلى السلطة، إبراز نفسها كدولة محورية في القارة الإفريقية، غير أن التطورات المتلاحقة تجعلها بعيدة عن ذلك، فقد طفت خلافاتها إلى السطح مع دول الساحل، كما أنها لا تحظى بأي تأثير في دول غرب وشرق القارة، بينما تحتفظ بعلاقات جيدة مع بعض دول جنوب القارة.
وتحاول الجزائر إيجاد موظئ قدم لها بين الدول المؤثرة في القارة، وتعتمد في ذلك على الأموال المتأتية من الصادرات النفطية، إذ سبق لها أن مسحت ديونا بـ 3.5 مليار دولار لـ 14 بلدا إفريقيا.
وفي فبراير 2023، قرّر الرئيس الجزائري تمويل مشاريع تنموية في إفريقيا بقيمة مليار دولار عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهي هيئة حكومية أنشئت في 2020.
وإذا كانت الجزائر قريبة من نيل عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وتعويض المغرب، فإن مأموريتها لنيل منصب نائب مفوضية الاتحاد الإفريقي تبدو صعبة في ظل وجود مصر والمغرب.
وسبق للمغرب والجزائر أن أبديا في عام 2023 رغبتهما في الفوز برئاسة المنظمة الإفريقية الدورية لعام 2024، لكن ونتيجة خلافاتهما، تراجعا عن الترشح لهذا المنصب الفخري لصالح رئيس موريتانيا، محمد ولد الغزواني، ومن المنتظر أن تستغل مصر الخلافات المعقدة بين البلدين للظفر بالمنصب.