وفيات غامضة لحوامل بمصحة خاصة بالدار البيضاء تثير تساؤلات ودعوات للتحقيق

تفجرت منذ أيام قضية وفاة نساء حوامل في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء أثناء خضوعهن لعمليات الولادة، حيث تزامن وقوع حالتين مماثلتين في نفس اليوم وبنفس الظروف، مما أثار العديد من التساؤلات ودفع بالحقوقيين إلى التدخل في القضية، ومن بينهم الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العام، التي قررت أن تكون طرفًا مدنيًا في القضية.

وفي تصريح لـ"يابلادي"، أكد رئيس الجمعية، عبد الإله طاطوش، أنهم تقدموا نهار اليوم الإثنين، بشكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، مطالبين بفتح تحقيق قضائي في القضية. وفي الشكاية التي اطلع "يابلادي" على نسخة منها، أفادت الجمعية بأنها تلقت شكاية مرفقة بطلب مؤازرة من حمزة، زوج الضحية الراحلة، كنزة، حيث أشار إلى أن زوجته البالغة من العمر 23 عاما، كانت تتابع حملها وصحتها العامة تحت إشراف طبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد في الدار البيضاء، وأن جميع الفحوصات الطبية كانت تؤكد أن حالة الضحية والجنين كانت طبيعية قبل تحديد موعد الولادة في 07 يناير 2025 بمصحة جنان تادارت، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.

وأضاف الزوج في الشكاية أنه رافق زوجته إلى المصحة في صباح يوم الثلاثاء 7 يناير 2025، حيث تمت الإجراءات الإدارية المعتادة، ثم تم إدخال الضحية إلى غرفة العمليات في الساعة 8:30 صباحًا. وأخبره مسؤولو المصحة بأن حالة الجنين جيدة، وطالبوه بإحضار ملابس للرضيع. كما طمأنوه بشأن حالة زوجته، وأكدوا له أنه سيتم نقلها إلى الغرفة المخصصة لها بعد أن تستفيق من التخدير.

ولكن مع مرور الوقت وعدم تلقي أي معلومات من المصحة، بدأ الزوج وأفراد العائلة في الشكوك، ليكتشفوا لاحقًا أن الضحية عانت بشكل كبير أثناء الولادة وتم نقلها إلى غرفة الإنعاش، حيث توفيت في ظروف غامضة.

وفي الشكاية الموجهة إلى الوكيل العام، أوضحت الجمعية أن المشتكي أكد أن زوجته خضعت لتخدير موضعي في البداية، لكن حالتها الصحية تدهورت بشكل خطير، مما استدعى من الفريق الطبي تخديرها بشكل كامل لإنقاذ الجنين أولاً، ثم نقلها إلى غرفة الإنعاش حيث فارقت الحياة، وظل الجنين على قيد الحياة الذي تم إعطاءه للعائلة.

كما أشارت الجمعية إلى حادثة مشابهة أخرى، تم فيها تسجيل وفاة مماثلة في اليوم نفسه وتحت نفس الظروف، وهو ما أثار موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي وطرح العديد من الأسئلة.

مطالبات بفتح تحقيق شامل

وفي هذا السياق، طالبت الجمعية في شكايتها من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بفتح تحقيق قضائي، والاستماع إلى كل من الطبيبة المختصة في أمراض النساء والتوليد، والطبيب المسؤول عن التخدير في المصحة، وجميع أعضاء الطاقم الطبي الذين أشرفوا على عملية الولادة، بالإضافة إلى الطبيب المسؤول عن الإنعاش، ومدير مصحة جنان تادارت وكافة العاملين بالمصحة الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الحالتين.

بدورها كانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب، قد دخلت على خط القضية أيضا، وأشارت إلى ثلاث وفيات بدل اثنان، وطالبت السلطات الصحية والقضائية بفتح تحقيق فوري وشامل لتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذه الوفيات ومحاسبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه في القضية.

ومنذ صباح اليوم، ونحن نحاول في "يابلادي" التواصل مع إدارة مصحة جنان تادارت في عين الشق بالدار البيضاء لسماع وجهة نظرهم بشأن القضية، لكن المتحدث كان يجيب في كل مرة أن مدير المستشفى مشغول في اجتماع.