في تقريرها الأخير، قامت الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء بتحليل مزيج الطاقة المغربي لعام 2023، مشيرة إلى تطورات ملحوظة في مشاريع الطاقة المتجددة وتغيرات في مصادر الطاقة. وركز التقرير الصادر في 25 دجنبر على إنجازات المغرب في زيادة القدرات المركبة ودور الطاقة المتجددة في الإنتاج.
وبحسب التقرير، فقد بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء في المغرب خلال 2023 حوالي 42.38 تيراواط/ساعة، بزيادة 2.3% مقارنة بالعام السابق. وساهمت الطاقة المتجددة بـ21.7% من الإنتاج الكلي، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 22.7% مقارنة بعام 2022.
رغم تراجع إنتاج الكهرباء من الفحم بنسبة 6.6%، ظل الفحم المصدر الأساسي للطاقة، حيث شكل 64% من مزيج الطاقة. في المقابل، انخفض إنتاج الكهرباء من الوقود والديزل بنسبة 58.6% ليصل إلى 3.8% فقط من إجمالي الإنتاج.
شهد إنتاج الغاز الطبيعي ارتفاعًا ليصل إلى 10% من إجمالي الإنتاج، وهو أعلى مستوى خلال أربع سنوات، ويرجع ذلك إلى دخول المغرب السوق الدولية للغاز الطبيعي بعد توقيع أول اتفاقية شراء في 2022.
وأشار التقرير إلى نمو مطرد في إنتاج الكهرباء منذ عام 2010، مدفوعًا بزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. في المقابل، شهد إنتاج الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز الطبيعي وزيت التدفئة والديزل، تذبذبًا، بينما استمر إنتاج الطاقة الكهرومائية في الانخفاض منذ 2018.
ارتفاع الطلب على الكهرباء
في 2023، بلغ الطلب الوطني على الكهرباء 43.95 تيراواط/ساعة، بزيادة 3.8% مقارنة بعام 2022، وتم تلبية 96.3% من هذا الطلب عبر الإنتاج المحلي. منذ عام 2010، نما الطلب على الكهرباء بمعدل 4% سنويًا، باستثناء انخفاض طفيف خلال جائحة 2020.
أما توزيع مبيعات الكهرباء، فقد استحوذت الوكالة الوطنية للكهرباء والماء الصالح للشرب على 52.4%، بينما ساهم المديرون المفوضون بـ22.1%، والسلطات المحلية بـ11.8%، والعملاء الكبار المباشرون بـ13.7%. كما بلغت تبادلات الكهرباء مع إسبانيا 1,839 جيجاواط/ساعة، ما يمثل 3.4% من إجمالي الطلب.
وبحسب التقرير ذاته، فقد وصلت القدرة الإجمالية للطاقة المتجددة في 2023 إلى 4,618 ميجاواط، بزيادة 11.1% عن العام السابق. وتشكل الطاقة المتجددة الآن 40.4% من القدرة المركبة، بإنتاج يبلغ 9,189 جيجاواط/ساعة، ما يعادل 21.7% من الإنتاج الوطني.
تطور الطاقة المتجددة
أوضح التقرير أن القدرة الشمسية ارتفعت من 20 ميجاواط في عين بني مطهر إلى 831 ميجاواط بفضل مشاريع "نور"، بينما ارتفعت قدرة طاقة الرياح من 220 ميجاواط في 2010 إلى 2,017 ميجاواط في 2023. أما محطات الطاقة الكهرومائية والتخزين بالضخ، فقد شهدت تقدمًا محدودًا، مثل محطة "أفورار" (460 ميجاواط) التي تعمل منذ 2004، ومحطة "عبد المؤمن" (350 ميجاواط) التي شارفت على الاكتمال.
ساهمت الطاقة الكهرومائية بنسبة 1.2% فقط من إجمالي الإنتاج في 2023، حيث أنتجت 516 جيجاواط/ساعة مقارنة بـ679 جيجاواط/ساعة في 2022، نتيجة الإجهاد المائي. على الجانب الآخر، عززت مشاريع الرياح، مثل "أفتيسات 2" (200 ميجاواط) و"بوجدور" (318 ميجاواط)، قدرة الرياح لتصل إلى 2,017 ميجاواط، أو 17.7% من القدرة المركبة، وساهمت بـ15.4% من إجمالي الإنتاج و71% من إنتاج الطاقة المتجددة.
أما الطاقة الشمسية، فقد ساهمت بـ5.1% من الإنتاج الوطني في 2023، بإنتاج بلغ 2,148 جيجاواط/ساعة، ما يمثل زيادة بنسبة 48.15% مقارنة بعام 2022. وشكلت التركيبات الشمسية 7.3% من القدرة المركبة و18% من مزيج الطاقة المتجددة، حيث أنتجت منشآت "ماسين" 88% من الطاقة الشمسية، بينما ساهمت مرافق " المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" بـ12%.