في إطار افتتاح الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين، الذي تمتد أشغاله على مدى يومين في بوزنيقة، أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن مواقف المغرب ثابتة لا تتغير بتغير الأحداث والسياقات، "فنحن مع ليبيا ونعتبر استقرارها من استقرارنا ووحدتها من وحدتنا، ونرى أن الحل هو دائما ليبي-ليبي، وليس هناك حل يفرض على الليبيين أو يأتي من الخارج".
ولفت بوريطة إلى أن المغرب يعطي مجالا لليبيين للتحاور بينهم بدون أي مواقف أو اقتراحات أو مبادرات، عدا التجاوب مع كل رغبة للأطراف الليبية لتجد مساحة بعيدا عن الضغط للتحاور والتشاور، مشددا على عدم التدخل واحترام إرادة الليبيين ومؤسساتهم ودعم كل الاختيارات التي تقوم بها المؤسسات الليبية الشرعية للدفع نحو حل للأزمة في هذا البلد.
وقال بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي يعرف حضور أكثر من 60 عضوا من المجلسين، "نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى روح الصخيرات في هذه المرحلة الحاسمة من الملف الليبي"، مشيرا إلى أن "تلك الروح التي جعلت الليبيين يظهرون للعالم أن لديهم القدرة والإرادة والرؤية لحل مشاكل بلادهم، هي التي تحتاجها ليبيا والمجتمع الدولي، ونتمنى أن تكون حاضرة في المراحل المقبلة انطلاقا من هذا الاجتماع".
كما انتقد بوريطة هيمنة القضايا العربية (80%) على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، معتبراً أن هذا يعكس حجم التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية. وقال: "لا يجوز حل مشاكل الدول العربية في إطار دولي أو خارج محيطنا العربي"، مجدداً التأكيد على موقف المغرب الثابت إزاء الأزمة الليبية.
وفي الختام، شدد وزير الخارجية المغربي على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وأكد مجدداً التزام المغرب الصادق بمساعدة هذا البلد في إيجاد حل دائم ومستدام. وقال: "لا يمكن أن يكون الحوار الليبي مثمراً إلا في غياب التدخلات الخارجية"، مشيراً إلى إرادة المملكة في المساهمة في إيجاد حل عادل ودائم لهذه الأزمة المعقدة.