بعد أن أشرف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على تدشين المعبد اليهودي المعروف باسم "صلاة الفاسيين"، بعد عمليات ترميمه، أواسط الأسبوع الماضي في مدينة فاس، قال رئيس الطائفة اليهودية ونائب رئيس الاتحاد العالمي لليهود المغاربة الدكتور أرماند غيغي أنه بإتمام افتتاح كنيس "صلاة الفاسيين" في فاس، التي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر والمصنف من قبل منظمة اليونيسكو تراثا إنسانيا عالميا، "استثناء مغربيا فوق العادة، إذ شكل حدثا غير مسبوق سياسيا سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي".
و أضاف غيغي في الحوار الذس أجرته معه جريدة إيلاف الإلكترونية "إنه كنيس يمثل أفضل الطقوس اليهودية المغربية والثقافية بوجه عام، لدرجة أن مؤسسيها قد دأبوا على إضافة صلاة أخرى هي تكملة للصلاة التقليدية والتي كانت تمارس حصرا في هذه المؤسسة، هي صلاة "حب الأولين."
وقال "لكن ما وراء البناء وهندسة المعبد المعمارية، هو رمزية الذاكرة الروحية والثقافية اليوم، وهذا أحد الأسباب التي تجعل هذه المناسبة لتخليد ذكرى وقلوب اليهود المقيمين في بلدنا وأولئك المتواجدين في الشتات المقدر عددهم بنحو 1.3 مليون، كما أن اليهودية المغربية سجلت أيضا خطوات أساسية في تاريخ اليهودية العالمية المرموقة وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ المغرب، بل إنها جزء أساسي وأصلي."
و أشار إلى أنه رغم الحراك الشعبي الذي تعرفه الدول العربية، فإن المغرب استطاع أن يبقى استثناءا ومثالا على الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسياسي.
جدير بالذكر أنه يوجد بالمغرب نحو 36 معبدا يهوديا وعدد هام من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق أشهرها في فاس (كنيس دنان)، الصويرة، وزان، مراكش، تارودانت، صفرو، وجدة وتطوان...، و كان المغرب قد قرر سنة 1976 عدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاءوا باعتبارهم مواطنين مغاربة.
و يشكل اليهود بحسب منظمة أمريكية مهتمة بمراقبة الأديان وحقوق الأقليات في العالم تدعى منتدى "بيو للديانة والحياة العامة" نسبة 0,2 في المائة، أي حوالي 70 ألف من مجموع المغاربة المحدد عددهم في حوالي 35 مليون نسمة، حسب تقرير صادر سنة 2010 .