القائمة

أخبار

دياسبو#356: أمال إيماني.. من حلبة المصارعة الى التحكيم في الألعاب الأولمبية

لم تشارك المغربية أمال إيماني في الألعاب الأولمبية كرياضية في المصارعة رغم تألقها على الصعيد القاري، لكن القدر كتب لها المشاركة فيها كحكمة في دورة باريس الأخيرة.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 5'

نشأت المهاجرة المغربية ايماني أمال في الدار البيضاء، في أسرة كان الأب حريصا فيها على تعليم أبنائه قيم الرياضة. حيث ماس الابن رياضة التايكوندو، والابنة الكاراتيه، أما أمال فبدأت بممارسة الجودو من عمر أربع سنوات.

ولدت أمال في مدينة الدار البيضاء سنة 1981، ولأنها كانت شغوفة بالرياضة فقد حصلت على البكالوريا علوم تجريبية تخصص رياضة، وفي سنة 1997 كان فريق الرجاء البيضاوي ينقب على المواهب في رياضتي السمبو والجيدو، ووقع عليها الاختيار للمشاركة في كأس إفريقا للمصارعة.

وحلت أمال في المرتبة الثالثة في المنافسة القارية، وبعدها بسنة حصلت على ذهبية الألعاب الإفريقية في مصر، ولم تدافع عن لقبها في السنة الموالية لتزامنها مع امتحانات الباكالوريا، وفي سنة 2000 حلت ثانية في ذات البطولة بتونس، وفي 2001 حلت ثالثة.

وبعد تألقها الكبير، تلقت عرضا من فريق US Metro الفرنسي للمصارعة من أجل الانضمام إليه، ووهو العرض الذي لم تفوته، ووقعت معه عقدا لأربع سنوات، وانضمت إليه في سنة 2000.

في فرنسا، لم يكن طريقها مفروشا بالورود كما كانت تتخيل، فبعد وصولها وجدت نفسها "وحيدة، بلا عائلة، ووجدت نفسي أنام في الشوارع وأعمل في عدة وظائف لتوفير لقمة العيش. لكن من حسن الأقدار ساعدني مدربي حمدي عدلي الذي استضافني. كان بمثابة الأب الثاني لي".

وبعد مدة، حصلت على وظيفة في شركة النقل العام RATP المرتبطة بفريق US Metro، وهناك التقت بزوجها صابر ركلاوي، وهي الآن أم لثلاثة أطفال.

وقالت في حديثها مع موقع يابلادي "كنت أحلم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، لكن مصارعة السيدات لم تكن ضمن الألعاب الأولمبية ولم يتم ضمها إلا في ألعاب أثينا سنة 2004، آنذاك أنا كنت قد توجهت إلى فرنسا، وتزوجت وأنجبت وانقطهعت علاقتي بالمصارعة".

العودة إلى المغرب

وبعد سنوات من تركها للحلبة، قررت في سنة 2013 العودة لكن هذه المرة من بوابة التدريب، وحصلت على العديد من الشواهد، ودربت في العديد من الأندية الفرنسية، مثل Olympic Lutte Dreux Atlas، و US Metro، و Paris Lutte.

وفي سنة 2017، قررت العودة إلى المغرب حاملة معها مشروعا لتدريب الإناث في المصارعة، وعرضته على الجامعة الملكية للمصارعة، وقالت "تم إخباري أنه لا يوجد منصب شاغر، وطرحوا علي فكرة دخول عالم التحكيم، وهو ما قبلته، وشاركت في عدة دورات وامتحانات".

"شاركت في امتحانات على الصعيد العربي، وفي السنة الثانية حضرت امتحانا في الألعاب الإفريقية، وحصلت على الدرجة الدولية الثالثة، وبعد سنة حصلت على الدرجة الثانية، وبعد ذلك توقفت بسبب جائحكة كورونا، ثم حصلت على الدرجة الأولى، وخلال السنة الماضية حصلت على الدرجة الأولمبية".

أمال إيماني

وبدأت أمال تطمح للمشاركة في الألعاب الأولمبية كحكمة، بعدما لم يسعفها الحظ للمشاركة فيها كرياضية، ولم يكن مشوارها سهلا للوصول إلى مبتغاها.

وهكذا شاركت بدعم من الجامعة الملكية المغربية للمصارعة في "البطولة الافريقية، ثم البطولة الإفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية، وتم اختياري للمشاركة  بطولة العالم المؤهلة في إسطنبول، والحمد لله حققت النجاح، وبعد ذلك تم استدعائي للخضوع لتدريب في اليونان".

وواصلت "بدأت مشواري في التحكيم متأخرة، الحكام معي لديهم أكثر من 20 سنة في المجال، والحمد لله بفضل مساعدة الجامعة ورئيسها، تخطيت الدرجات بسرعة". وبعد ذلك تم اختيارها ضمن 11 حكمة للإشراف على نزالات الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس.

ألعاب باريس الأولمبية

"لم أكن أتوقع المشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس، وكنت أخطط للمشاركة في الألعاب الأولمبية 2028 بلوس أنجليس. والحمد لله أربع سنوات من الأشتغال بجدية أتت أكلها، وكنت ضمن المؤهلين للأولمبياد الباريس".

أمال إيماني

وأسندت لأمال مهمة إدارة العديد من النزالات وقال "تلقيت إشادة كبيرة والحمد لله، وأوضحت  أن التحكيم على المستوى الدولي يتطلب صرامة وعملًا شاقًا للوصول إلى المعايير العالية المعتمدة في أوروبا وآسيا.

ووصفت تجربتها في الألعاب الأولمبية بأنها "استثنائية"، و"لحظة سحرية مليئة بالعاطفة"، وأكدت أنها كانت تشعر بارتياح كبير "عندما أخرج من الحلبة وأنا راضية تمامًا عن أدائي"، وقالت "إتمام مهمتي بعدالة وحيادية هو ذروة هذه التجربة بالنسبة لي، لا يوجد شيء أكثر إرضاءً من الإحساس بمسؤولية التحكيم ومعرفة أن كل قرار اتخذته ساهم في نزاهة المنافسة".

وأكدت أن التحضر للنزالات التي أشرفت على تحكيمها، كان يبدأ خارج الحلبة، إذ كانت تحرص على تحضير نفسها "ذهنيًا وجسديًا من أجل تحقيق أفضل أداء كحكمة، حيث أبدأ بقراءة بعض السور من القرآن الكريم، فهذا يساعدني في العثور على السكينة والتركيز اللازمين، ثم أقوم بالدعاء، وبعد هذا التحضير الروحي، أخوض تدريبات بدنية، فالتحكيم يتطلب رشاقة كبيرة ولياقة بدنية جيدة".

وتسعى المدربة المغربية التي تقيم في أمبواز بفرنسا، إلى الانضمام إلى لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي للمصارعة، والعمل على تطوير مجال التحكيم، كما أنها لا زالت تمارس مهام التدريب في فرنسا، وتعمل أيضا مع الجامعة الملكية المغربية للمصارعة في كل ماله علاقة بالتحكيم والتدريب، وأكدت أنها تظل رهن إشارة وطنها متى ما احتاجها.

وأكدت أمال أن كل الفضل في ما وصلت إليه يعود لوالدها الراحل، الذي لم يبخل عليها بأي شيء، وقالت "والدي له الفضل كله في ولوجي عالم الرياضة، هو الذي شجعني كان يقول لي أعرف أنك ستصلين إلى أعلى الدرجات، كان فخور بي كثيرا. وكان يدعمني كثيرا"، كل ما أقوم به أعتبره "إكراما لروح والدي".

وبجانب الرياضة، تعتبر أمال عضوا في جمعية لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة عن طريق الرياضة في أمبواز، اسمها "جمعية أطفال الأحياء".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال