القائمة

أخبار

دياسبو #352: زكرياء الجماري.. من حزن فقدان الأب إلى أضواء العالمية في حلبات الفنون القتالية

في تايلاند، حيث يتألق بطل المغرب في الملاكمة والمواي تاي، زكرياء الجماري، يعيش حالياً ويواصل تحقيق النجاحات في رياضات الفنون القتالية. بعد فوزه بميداليات عديدة، يسعى البطل المغربي إلى تحقيق حلمه في العودة إلى وطنه حاملاً حزام No one championship الشهير.

نشر
زكرياء الجماري
مدة القراءة: 3'

في سن مبكرة، عمل زكرياء الجماري لدعم عائلته، حيث انخرط في تجارة الخضروات والفواكه التي كان يزاولها والده في إحدى الأحياء الشعبية بمدينة الرباط، إلى جانب متابعة دراسته. وعندما بلغ الثانية عشرة، بدأ ممارسة الملاكمة في إحدى القاعات الرياضية بحيه، تحت إشراف مدرب اكتشف موهبته مبكرًا وأكد له إمكانياته الكبيرة في أن يصبح مقاتلاً محترفاً. ويحكي البطل المغربي بفخر "كانت أول تجربة لي في النزال عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري في المغرب، ونجحت في الفوز بالضربة القاضية"

عند بلوغه السادسة عشرة، بدأ زكرياء مسيرته الاحترافية بالانضمام إلى نادي المغرب الرباطي في 2006، حيث أحرز لقب بطل المغرب في 2007. بعد ذلك، انتقل إلى نادي الفتح الرباطي في 2008، ثم إلى الجيش الملكي. إلا أن صراعاته مع المدرب أدت إلى مغادرته النادي واعتزاله البطولات في سن الثانية والعشرين، ليقتصر على التدريب المحلي وتعليم بعض الأطفال، والعودة إلى مقاعد الدراسة حيث حصل على دبلوم في إدارة الأعمال من مكتب التكوين المهني، لكنه واجه تحديات مبكرة نتيجة ظروف أسرته المعيشية.

بعد أن كان بطلاً يرفع علم الوطن عالياً، وجد زكرياء نفسه مضطراً للعمل في وظائف متنوعة مجدداً. وقال "عملت في ماكدونالدز ومرجان، وكنت أبيع الفطائر أيضاً. كان التحول من بطل المغرب إلى هذه الوظائف قاسيًا، ولكن في تلك الفترة كنت أركز فقط على مساعدة والديّ، وأدركت أن الرياضة لم تقدم لي أي شيء."

توالت الأحداث غير المتوقعة بعد وفاة والده في سن السادسة والعشرين، حيث أحدثت هذه الفاجعة صدمة كبيرة أدخلته في حالة من الاكتئاب الشديد.

مرت عليّ أصعب أيام حياتي، فقد كنت مرتبطًا جدًا بوالدي الذي كان دعمي في الحياة. عشت حالة اكتئاب لدرجة أنني كنت أذهب للنوم أمام مقبرته، وكان الجيران يظنون أنني فقدت عقلي ويشفقون على وضعي"

زكرياء الجماري

بعد فترة حزن استمرت ثلاثة أشهر، شجعت والدته زكرياء على الانتقال من المغرب للبحث عن فرص جديدة، فتوجه إلى الإمارات في 2016. عمل هناك في شركة متخصصة في تدريب الملاكمة، ثم عاد إلى المنافسات الرياضية، وحقق انتصارات لافتة، من بينها فوزه بالضربة القاضية في بطولة للمواي تاي.

في عام 2018، تم اختياره كأحد أفضل الملاكمين في الإمارات، وشارك في بطولة العالم في المكسيك، حيث حصل على المركز الثالث والميدالية النحاسية. تلاه فوزه ببطولة الإمارات المفتوحة والمركز الأول في بطولة العرب في أبوظبي في 2019.

واصل زكرياء تحقيق الانتصارات في عامي 2019 و2020، حيث نال عدة ألقاب، بما في ذلك فوز بالضربة القاضية في تايلاند. في أواخر 2020، توج ببطولة العالم في أستراليا، وحقق أيضاً المركز الأول في بطولة نخبة الأبطال العرب.

على الرغم من خسارته في بطولة العالم عام 2021 أمام لاعب فلبيني، عاد زكرياء إلى حلبة المنافسات في 2022، محققاً انتصارات ملحوظة، بما في ذلك فوز بالضربة القاضية في تايلاند.

في نفس الوقت الذي كان يشارك فيه في البطولات، بدأ زكرياء في العمل كمدرب خاص لبعض الزبائن، لضمان دخل ثابت ولتقديم الدعم المالي لعائلته في المغرب.

في بداية عام 2024، تلقى زكرياء عرضًا للانضمام إلى منظمة "ONE Championship"، ) هي عبارة عن عرض ترويجي لفنون القتال المختلطة وموياي تاي والكيك بوكسينغ (حيث حقق فوزًا بارزًا في تايلاند، مما أكسبه شهرة واسعة. وفي ماي، سجل أول انتصاراته في بطولة "ONE"، على التايلاندي ثونغبون بك ساينشاي، بعد خيبة الأمل التي عاشها في عرض "ONE 166" في مارس بقطر.

بعد أن عاد إلى المغرب مزيّنًا بالعديد من الميداليات، يطمح زكرياء الآن إلى تحقيق حلمه في العودة إلى وطنه حاملاً حزام الـNo One Championship الشهير. كما فعل أخوه الأصغر، الذي عاد بدوره إلى بلده وهو متوشح بحزام الـWBC، يتطلع زكرياء الآن إلى فرصة للمشاركة في بطولة جديدة لم يُحدد موعدها بعد.
 

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال