القائمة

أخبار

بريطانيا: القضاء يدين مسؤولا في المجلس الثقافي البريطاني في المغرب بـ"التحرش الجنسي"

قضت محكمة بريطانية بتعرض موظفة في المجلس الثقافي البريطاني في المغرب للتحرش الجنسي والمطاردة من قبل رئيسها في العمل الذي كان يتمتع بحماية قنصلية ما مكنه من تجنب شكاوى الضحية.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تعرّضت موظفة في المجلس الثقافي البريطاني في المغرب "للتحرش الجنسي" و"الملاحقة" من قبل مديرها المهووس بها، وفقًا لحكم أصدرته محكمة بريطانية متخصصة في قضايا الشغل. وكشف الحكم، الذي تناقلته وسائل إعلام بريطانية في غشت الجاري، بأن المسؤول الكبير كان "محميًا"، وألقى باللوم على الضحية.

ويدعى الشخص المعني، توني رايلي، وكان يشغل منصب المدير القطري للمجلس الثقافي البريطاني في المغرب عندما حدثت "المضايقات". ووجدت المحكمة أن رايلي كان يطارد زميلته كيه جيه بهوس شديد، ويمطرها بالهدايا والرسائل النصية التي يعلن فيها عن حبه، بل ويتسلل إلى منزلها ليترك الزهور على عتبة بابها.

وفي إحدى المرات، أرسل رايلي إلى كي جيه صورة نصف عارية له وشوهد وهو يتسكع خارج منزلها في المغرب، وفقًا لصحيفة ذا ستاندرد.

وقعت هذه الأحداث في عام 2020، عندما بقي كل من رايلي وكي جي، التي كانت تشغل منصب قائد مجموعة مركز التعليم في المغرب العربي، في المغرب بسبب الطبيعة الحرجة لأدوارهما خلال فترة الحجر الصحي بسبب كوفيد-19.

بدأ رايلي بمراسلة كي جي على واتساب أثناء الحجر، خارج ساعات العمل العادية. في البداية اعتبرت كي جيه التواصل على أنه من "صديق يبحث عن صديق آخر خلال وضع صعب".

وبعد ذلك، قالت إن سلوكه تغير بعد وفاة والدها. وكان قد ساعدها في السفر إلى المملكة المتحدة عندما أصيب والدها بمرض خطير في أبريل 2020. وعند عودتها إلى المغرب، قالت إن رسائل رايلي أصبحت "غزلية".

وفقًا لصحيفة The Standard، فبعد أن اشتكت كي جيه من سلوك رئيسها المهووس، تم اللجوء إلى تظلم تأديبي داخلي. وخلصت العملية التأديبية إلى أن رايلي كان "مسؤولاً عن حالتين من الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه" وأن تصرفاته لا ترقى إلى مستوى التحرش.

وأكدت المحكمة في قرارها أن المسؤولين ألقوا باللوم على الضحية، بدلا من المعتدي، وأضافت "لقد أعطوا الأولوية لسلامته على سلامتها وحاولوا إضفاء الطابع الرومانسي على رسائله على أنها رسائل حبيب مرفوض يحاول فهم سبب فشل الأمور".

واستقالت كي جيه في نهاية المطاف من وظيفتها بسبب الإجهاد، ومن المقرر أن تحصل الآن على تعويضات عن الأضرار بعد أن كسبت دعوى قضائية بتهمة الفصل التعسفي والتحرش والتمييز.

وخلصت محكمة الشغل شرق لندن، برئاسة القاضي ستيفن شور، إلى أن المجلس الثقافي البريطاني - الذي يمثل المملكة المتحدة في الخارج ويتلقى منحًا حكومية - "فشل في حماية الضحية، وتسبب في الضيق والضرر بالتأخير في التعامل مع شكواها، وأعطى الأولوية لرفاهية السيد رايلي على مصلحتها".

وعلاوة على ذلك، انتقدت المحكمة نتيجة العملية التأديبية ووصفتها بأنها "غير عادلة" ومحاولة "لتطبيع سلوكيات السيد رايلي في المطاردة".

ورحّب جو نيكولز، محامي كيه جي، بالحكم، مشيرًا إلى أن التحقيق الذي أجراه المجلس الثقافي البريطاني كان "معيبًا بشكل خطير". وأضاف قائلاً: "يجب أن يرسل هذا الحكم إشارة واضحة بأن مزاعم التحرش الجنسي يجب أن تؤخذ على محمل الجد وأن يتم التحقيق فيها بشكل شامل وموضوعي ومستقل، بما يضمن تقديم الدعم الكافي للمشتكي".

من ناحية أخرى، قال متحدث باسم المجلس الثقافي البريطاني لصحيفة ذا ستاندرد "بصفتنا صاحب عمل، نهدف إلى خلق بيئة عمل آمنة وصحية وعادلة لجميع الزملاء ونظل ملتزمين بالتحقيق الشامل في أي شكاوى تتعلق بالتمييز أو التحرش".

يذكر أن رايلي غادر المجلس الثقافي البريطاني في المغرب في غشت 2022 ويعمل الآن كمستشارة في مجال القيادة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال