القائمة

أخبار

باحثون يعثرون على حطام "سفينة قراصنة بربرية" من القرن السابع عشر قبالة سواحل المغرب

اكتشف باحثون بقايا سفينة قراصنة بربرية مدججة بالسلاح تعود إلى القرن السابع عشر قبالة سواحل المغرب، وهي الأولى من نوعها التي يتم العثور عليها بالقرب من السواحل المغربية. يُعتقد أن السفينة كانت في مهمة لاحتجاز واستعباد الناس، ويعكس اكتشافها الكثير عن تاريخ شمال إفريقيا والقرصنة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

اكتشف مجموعة من الباحثين سفينة قراصنة قديمة قبالة سواحل المغرب، يعتقد أنها سفينة قراصنة بربرية تعود إلى القرن السابع عشر وكانت تبحر من شمال إفريقيا لمهاجمة السفن في البحر الأبيض المتوسط.

هذا الحطام هو الأول من نوعه الذي يتم اكتشافه بالقرب من السالح البربري، وهو الاسم الذي كان يُطلق على المناطق الساحلية في شمال وغرب إفريقيا، وتحديدًا منطقة المغرب العربي والحدود العثمانية التي كانت تشمل ولايات الجزائر وتونس وطرابلس، بالإضافة إلى سلطنة المغرب من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر. ويعود أصل التسمية إلى مصطلح أجنبي للبربر ويرتبط بقراصنة البربر الذين كانوا ينشطون في البحر الأبيض المتوسط، حيث كانوا يهاجمون السفن الأوروبية ويستعبدون ركابها.

الحطام الكورسيكي، الموجود في المياه العميقة في مضيق جبل طارق، يقع في منتصف الطريق بين المغرب وإسبانيا. ووصف عالم الآثار البحرية شون كينغسلي ورئيس تحرير مجلة Wreckwatch، التي نشرت تفاصيل الحطام في إصدار جديد، هذا الحطام بأنه " أول سفينة قرصان جزائري يتم العثور عليها في قلب الجزيرة البربرية ".

تم العثور على السفينة في المياه مجهزة بالعديد من الأسلحة الثقيلة، ويُعتقد أنها كانت متجهة إلى السواحل الإسبانية عندما غرقت. كما كانت السفينة تحمل أواني ومقالي، يُعتقد أنها صنعت في الجزائر، لتمويه مظهرها والظهور كمركب تجاري عادي. وأضاف المصدر نفسه أن القراصنة ربما استخدموها لمهاجمة سفن أخرى وأسر الناس.

وعُثر على السفينة تحت الماء مدججة بالسلاح ويُعتقد أنها كانت متجهة إلى الساحل الإسباني عندما غرقت. كما كانت السفينة تحمل أواني، يُعتقد أنها صُنعت في الجزائر العاصمة، للتمويه على مظهرها واعتبارها سفينة تجارية عادية. وأضاف المصدر نفسه أن القراصنة استخدموها على الأرجح لمهاجمة سفن أخرى وأسر أشخاص.

تاريخ القراصنة في شمال إفريقيا

تم اكتشاف حطام السفينة لأول مرة في عام 2005 بواسطة شركة Odyssey Marine Exploration (OME) ومقرها فلوريدا، أثناء البحث عن بقايا السفينة الحربية الإنجليزية HMS Sussex ذات الـ 80 مدفعًا، التي فقدت في المنطقة عام 1694. قال غريغ ستيم، مؤسس OME وقائد البعثة، لموقع Live Science: "كما يحدث غالبًا في البحث عن حطام معين، وجدنا العديد من المواقع التي لم يسبق رؤيتها من قبل".

تم نشر تفاصيل السفينة الغارقة قبالة سواحل المغرب مؤخرًا في مقال جديد في مجلة Wreckwatch، بعد إجراء بحث تاريخي مكثف، وفقًا للمصدر نفسه.

تقع السفينة الغارقة في قاع البحر في مضيق جبل طارق، على عمق حوالي 830 مترًا. يشير موقع لايف ساينس إلى أن السفينة كانت من نوع التارتان بطول 14 متراً، وهي مصممة لتكون منخفضة المستوى عند الإبحار بالقرب من السفن الأخرى.

قال كينغسلي: «لقد رأيت وصفًا للتارتان على أنها 'سفن قراصنة منخفضة المستوى'، وهو ما يعجبني». لاكتشاف السفينة الغارقة، استخدم الباحثون مركبة تعمل عن بعد (ROV)، وكشفوا أنها كانت تحمل أربع مدافع كبيرة و10 مدافع دوارة والعديد من البنادق لفريق مكون من حوالي 20 قرصانًا. وأضاف كينغسلي: "الحطام يتطابق تمامًا مع مواصفات سفينة قراصنة بربرية من حيث الموقع والطابع". وتابع "كانت البحار حول مضيق جبل طارق هي المناطق المفضلة للقراصنة، حيث تم الاستيلاء على ثلث غنائم القراصنة".

قال ستيم للمصدر نفسه إن السفينة كانت تحتوي أيضًا على "منظار"، وأضاف: "إذا أضفنا إلى الحطام مجموعة من زجاجات الخمور الزجاجية المصنوعة في بلجيكا أو ألمانيا، ووعاء شاي مصنوع في الدولة العثمانية، فإن الحطام يبدو مشبوهًا للغاية". وتابع "هذه لم تكن سفينة تجارية ساحلية شمال إفريقية عادية".

ويميط اكتشاف هذه السفينة الكثير عن تاريخ شمال إفريقيا، حيث كان القراصنة من المغرب، الجزائر، تونس، وطرابلس يرهبون البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ويهاجمون السفن ويستعبدون الناس.

وخاض القراصنة أيضا سلسلة من الحروب ضد الولايات المتحدة والسويد وصقلية بسبب القرصنة. كان المغرب أيضًا موطنًا لأول جمهورية تأسست على أيدي القراصنة. على الرغم من أنها كانت قصيرة العمر، إلا أن الأنشطة التجارية الرئيسية لجمهورية سلا تمثلت في تجارة العبيد والقرصنة خلال القرن السابع عشر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال