القائمة

أخبار

بسبب الصحراء.. إغلاق جناح المغرب في منطقة المشجعين بالقرب من القرية الأولمبية في فرنسا

خلق قرار محمد غنابالي، عمدة "إيل سان دوني"، بضواحي باريس، إغلاق جناح المغرب في منطقة المشجعين "محطة إفريقيا"، بالقرب من القرية الأولمبية، بسبب شكر الفنانة المغربية سعيدة شرف الرئيس ماكرون على اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدث البعض عن الأصول الجزائرية للعمدة، فيما طالبت القنصلية المغربية في "فيل مومبل" بالاعتذار.

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

قرر محمد غنابالي، عمدة "إيل سان دوني" وهي بلدة فرنسية تقع في مقاطعة "سين سان دوني"، والمنتمي لحزب الخضر الفرنسي، إغلاق جناح المغرب في منطقة المشجعين "محطة إفريقيا"، بالقرب من القرية الأولمبية.

وقال في بلاغ نشره على حسابه في أنستغرام إن "محطة إفريقيا هي مكان للحياد والوحدة والسلام والأخوة"، وتابع "محطة إفريقيا، الواقعة في إيل سان دوني، هي موقع احتفالي يعرض الرياضيين والفنانين والثقافات والشعوب الإفريقية كجزء من الألعاب الأولمبية والبارالمبية".

وواصل "منذ 20 يوليوز 2024، تم تمثيل العديد من البلدان في هذا الموقع، حيث تُقام فيه أنشطة وحفلات موسيقية كل يوم. ونجحت مدينة إيل سان دوني في جمع كل البلدان على مبدأ الحياد والاحترام المتبادل والحظر التام لأي موقف من السياسة الدولية قد يسيء إلى المشاركين في هذا المشروع الجماعي الرائع".

وزاد قائلا "لذلك كان من دواعي الأسف الشديد أن اضطرت مدينة إيل سان دوني إلى إخطار ممثل المغرب صباح أمس بانتهاء اتفاقية الأشغال التي تربط مدينتنا بالسفارة المغربية في إطار محطة إفريقيا".

وعلل قراره قائلا "إن الالتزام بالحياد وروح الوحدة والانسجام التي عمل من أجلها جميع المشاركين بجد في الأشهر الأخيرة لإنجاح "محطة إفريقيا" التي نراها كل يوم، قد تم التشكيك فيها بشكل خطير مساء الخميس الماضي، خلال الأمسية التي أقيمت على شرف المغرب".

وجاء قرار محمد غنابالي، بعد سهرة غنائية للفناة المغربية سعيدة شرف، غنت فيها عن الصحراء، وشكرت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعمه لمغربية الصحراء.

وخلق القرار موجة من الجدل، وتحدث البعض عن الأصول الجزائرية للعمدة، واتهموه بخلط السياسية بالرياضة، واستغلال تنظيم باريس للألعاب الأولمبية، من أجل تصريف موقف حزبه الرافض لقرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بمغربية الصحراء.

وأمام موجة الانتقادات التي طالته، خرج محمد غنابالي عن صمته، وأصدر بيانا قال فيه إنه "بعد فسخ الاتفاق بين البلدة والسفارة المغربية في إطار "محطة إفريقيا" لعدم التزامها بتعهدات الحياد الموقعة من قبل جميع الدول المشاركة، تعرض رئيس البلدية وعائلته لحملة تضليلية وقومية وإهانة غير مسبوقة".

وأكد أن "موقف بلدة إيل سان دوني: لا مكان للسياسة الدولية في محطة إفريقيا. إن البلدة محايدة تماما في قضية الصحراء الغربية"، وتابع "إن المتضرر من قرار المدينة ليس الشعب المغربي، بل السلطات المغربية في فرنسا التي لم تحترم الالتزامات التي قطعتها على نفسها في تحدٍ للعلاقات الطيبة بين الشعوب".

وزاد في تبريراته قائلا "كما نرى أنه من الضروري أن نشير إلى أن المدينة هي التي أرادت أن يشارك المغرب في هذا الحدث الرائع، مع احترام القواعد التي تنطبق على الجميع".

وواصل "تحمل المدينة مشروعًا للتعايش منذ عقود، حيث تضم 85 جنسية تعيش في احترام متبادل بين الجميع لبناء مجتمع متماسك. وترفض المدينة جميع أشكال التمييز والإقصاء، حيث يهدف مشروع "محطة إفريقيا" إلى جمع وتكريم الرياضيين والفنانين والشعوب الإفريقية خلال ألعاب باريس 2024! نحن ملتزمون بشدة بهذا المشروع".

وأضاف "بعد مناقشات مع سكان يشعرون بالحزن إزاء الوضع، اقترحت المدينة أمس فتح جناح مغربي يديره سكان من البلدية في إطار احترام صارم لقواعد محطة إفريقيا".

القنصلية المغربية ترد

من جانبها خرجت القنصلية المغربية في ثفيل مومبلث عن صمتها، وأدانت في بلاغ لها "موقف رئيس بلدية ليل سان دوني"، وقالت إنه قرر "بشكل انفرادي وفي حالة من الاضطراب الواضح، فسخ اتفاقية إتاحة المجال العمومي لموقع "محطة إفريقيا" التي تم توقيعها في 16 يوليوز الماضي. وبهذا القرار، حرم المغرب وجاليته المقيمة في المنطقة من لحظة احتفال هامة بالقارة الإفريقية خلال الألعاب الأولمبية في باريس، ومن فرصة الحصول على تمثيل عادل على غرار العشرين دولة الأخرى من بين 54 دولة في القارة التي لها جناح في الموقع".

وتابعت القنصلية "هذا الفسخ الأحادي الجانب والتعسفي، الذي تم الإعلان عنه أمس في بيان صادر عن بلدية ليل سان دوني، يثير تساؤلات جدية حول دوافع رئيس البلدية ومدى احترامه للالتزامات التي تم التعهد بها، مع العلم أن العديد من أعضاء المجلس البلدي قد أعربوا عن معارضتهم لهذا القرار وأبدوا تضامنهم الكامل مع المغرب".

وواصلت "إن التعبير العفوي عن رأي من قبل السيدة سعيدة شرف لا يشكل بأي حال من الأحوال تسييساً للألعاب ولا عائقاً أمام الالتزامات بالحياد، بل على العكس من ذلك يبرز حرية التعبير لفنانة مغربية تنحدر من الأقاليم الجنوبية، سلطت الضوء ببساطة على حدث راهن يهم فرنسا والفرنسيين، وذلك في إطار من الصداقة العميقة وروح الود التي رحب بها الجمهور".

وأضافت "إن رد فعل رئيس البلدية المؤسف هو الذي أدخل بُعداً سياسياً غير مناسب. من خلال اتخاذ إجراءات لقمع وتهميش آراء فنانة، استغل رئيس البلدية حدثاً كان ينبغي أن يركز على الاحتفال الرياضي والثقافي".

واتهمت القنصلية العمدة بـ"إظهار افتقار واضح للتقدير للجهود التي بذلتها الفرق المغربية في تحضير حدث بهذا الحجم"، وبأنه "يقوض الغنى والتنوع الذي يعد جوهر الروح الشاملة للألعاب الأولمبية. إنه يمثل معاملة غير عادلة وتمييزية، تتعارض مع المبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى "محطة إفريقيا" إلى تعزيزها والتي يتحمل رئيس البلدية مسؤولية حمايتها".

وأكدت أنه "بالنظر إلى العديد من الإشارات إلى الجزائر في البيان، يأمل القنصل العام للمملكة المغربية في فيل مومبل أن يكون قرار رئيس البلدية غير متأثر باعتبارات شخصية، أو علاقات عائلية معروفة أو قرب سياسي لم يخفه أبداً. فهذه القضايا تؤثر على مصداقية الحدث، وثقة الأطراف المعنية، واحترام التنوع، والشمولية، والتعاون".

وأنهت القنصلية بلاغها بالقول "لقد حافظت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيل مومبل دائماً على علاقات طيبة جداً مع مسؤولي بلدية ليل سان دوني، وهي تنتظر اعتذاراً عن هذا التجاوز الخطير وغير المبرر من رئيس البلدية، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال