القائمة

أخبار

قلق حقوقي وتحذيرات من كارثة صحية.. مرض"بوحمرون" يضرب شيشاوة

دق فيديو نشر هذا الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، ناقوس الخطر بتفشي، داء "بوحمرون" في إقليم شيشاوة. وانتقدت جمعيات حقوقية بالمنطقة غياب البنيات التحتية الصحية للتعامل مع الوضع الذي وصفته بـ "الكارثي".

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

انتشر مؤخراً شريط فيديو يظهر أطفالاً مصابين بداء الحصبة المعروف بـ "بوحمرون" وهم طريحي الفراش في ايت حدويوسف بإقليم شيشاوة، وتطالب سيدة في الفيديو الملك بالتدخل لإنقاذهم، وهو ما دق ناقوس الخطر حول تفشي المرض في عدة مناطق بإقليم شيشاوة.

وقالت السيدة التي تحدثت في الفيديو بالأمازيغية، "أنظروا إلى حالنا، لا نملك حتى المستشفى في ايت حدويوسف"، وهو ما أكده لـ "يابلادي" أمين آيت منصور، رئيس فيدرالية جمعيات سكساوة، التي سلطت الضوء على القضية، وأصدرت بلاغات للتنبيه إلى الوضعية التي تعيشها المنطقة.

وأكد الحقوقي أنه بعد انتشار الفيديو، أرسلت السلطات المعنية سيارة إسعاف نقلت الطفلين إلى مستشفى محمد السادس بمراكش، "واحد منهما يبلغ من العمر 10 سنوات لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي، داخل المركز الصحي، فيما لازال شقيقه يرقد في العناية المركزة" والمؤسف أن "والدتهما أيضا كانت قد فارقت الحياة قبل أسبوع بسبب نفس المرض".

وبحسب البيانات التي تم تجمها من طرف الفيدرالية، فإن عدد حالات الوفيات في المنطقة بلغ 7 حالات (6 أطفال وسيدة بالغة)، إلا أن المندوبية الاقليمية لوزارة الصحة بإقليم شيشاوة، تحدثت عن حالة واحدة "فيما بقية الحالات تتماثل للشفاء".

وتعليقا على ذلك، قال أمين آيت منصور، إن المندوبية تحدثت عن آخر حالة وفاة التي تتعلق بالطفل، لكن في الواقع "إقليم شيشاوة سجل 7 حالات وفيات، الحالة الأولى كانت في دجنبر 2023، تم رصدها داخل دار الطالبة بأيت موسى".

"هنا قمنا بتنبه الساكنة والسلطات المعنية، فغالبا عند ظهور أعراض المرض، تقوم المؤسسة التعليمية بإرسال التلميذ المعني إلى المنزل دون معاينته من قبل أي طبيب، لتشخيص حالته. وفي المنزل تقتصر الأسرة على مداواته بالأعشاب فقط، ويستجيب البعض للأدوية التقليدية فيما يفارق آخرون الحياة".

أمين آيت منصور

وبحسب الفيدرالية التي تضم 30 جمعية، فقد تبين أن أغلب الأسر لا تحترم برنامج التلقيح" وذلك ليس اختيارا منها، وإنما راجع لبعض الإكراهات "هناك أسر تتحمل عناء التنقل، ففي بعض الأحيان تتنقل الأم على الأقدام حاملة طفلها 10 كيلومتر للوصول إلى المستوصف، وعند وصولها يخبرونها، أن المركز لا يتوفر على اللقاح ويمكنها العودة مرة أخرى، وهو ما يتم بالفعل لكن عند العودة يواجهن بنفس الرد، ما يدفعهن إلى التخلي عن عملية تلقيح أطفالهم، وهن غير مدركات لأهميتها".

وأمام غياب التدابير الميدانية الضرورية وحملات التلقيح بالإضافة إلى "سياسة الآذان الصماء التي تنتهجها المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم شيشاوة" أعربت الهيئة الحقوقية، عن تخوفها من ظهور أمراض أخرى، "وهو ما نريد أن نتفاداه لكيلا نقع في كارثة".

"تعاني المنطقة من التمييز، لماذا تم تجنيد الأطر الصحية أيام تفشي كوفيد 19، عكس التعامل مع هذ المرض، هل لأن الوباء استهدف منطقة قروية واحدة في المغرب فقط".

أمين آيت منصور

واستنكر الحقوقي، إغلاق أبواب مستوصفات القرب في إطار إعادة تهيئتها، وأوضح قائلا "تم إغلاقها جميعا وعلى الرغم من الانتهاء من الأشغال لا زالت مغلقة، ولا نعلم السبب وراء ذلك، لازالت بعض الدواوير تتلقى العلاجات في الخيام، وفي منطقة سيدي غانم في مرآب".

من جهة أخرى، كشف رئيس الفيديرالية أن جماعة لالة عزيزة بإقليم شيشاوة، لا تتوفر منذ 15 سنة على طبيب رئيسي، "فالمركز الصحي يضم ممرض أو ممرضة فقط، يرسلون مرضاهم إلى المركز الاستشفائي بشيشاوة ومن هناك إلى المركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش، وهو ما يجعل الأسر تفضل عدم التنقل نظرا لتكاليف السفر" وبالتالي اللجوء إلى التداوي بالأعشاب.

وبعد الضجة التي أثارها شريط الفيديو، تنقل أفراد من مندوبة الصحة الأسبوع الماضي إلى عين المكان، وقال أمين أيت منصور "انتقلوا إلى دوار واحد فقط وقاموا بتلقيح 100 طفل. برروا غيابهم بإضرابات الأطر الصحية".

وفي ظل هدا الوضع، توعدت الفيديرالية بتنظيم وقفة احتجاجية، لكن لم يتم تحديد تاريخ لها بعد. وقال المتحدث نفسه "توصلنا بوعود من السلطات المعنية بأن الأمور ستتغير وسيتم تلقيح الأطفال وتوفير الدواء، إذا ترجمت الوعود على أرض الواقع ورأينا تحسن في الوضع سنتراجع عن ذلك وغير ذلك سنقوم باتخاذ الخطوات اللازمة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال