فالجماهير المغربية باختلاف توقعاتها لأداء ونتائج المنتخب،قد تعلمت من خلال تتبعها لكل بطولات العالم، من نكسات عقود سالفة.

   فبعد انتهاء المبارة جاءت الردود والتعليقات من الجمهور المغربي المتتبع وكلها تصب في خلاصة واحدة : أداء هزيل، منتخب ضعيف ودون المستوى وخبر عاجل من هناك “موتور الطيارة راه اسخن”، وقال أحدهم على لسان ديكارت : “أنا أتلاعب بمشاعر المغاربة إذن أنا المنتخب المغربي لكرة القدم”، كما أضاف آخر على لسان بنكيران “إفريقيا عامرة تماسيح وعفا الله عما سلف”.

     ولن نتناول موضوع تكاليف ومصاريف المنتخب (والرياضة عموما) في جميع المنافسات، فكلنا على علم أن الفاتورة باهضة جدا ومسبوقة الدفع. ومن يدفع هذه الفاتورة ؟؟؟ هم بالتأكيد أولئك الذين دفعوا ثمن مقاومة المستعمر وسنوات الرصاص- المقاومة التي يظل السؤال مطروحا ربما عند البعض فقط حول استمرارها من توقفها- ودفعوا ثمن مشاطرة الشعوب لنيل الحرية، وهم بالتأكيد أيضا أولائك الذين يدفعون فاتورة السمعي البصري وهم يصطفون في المقاهي وأمام شاشات التلفاز لمتابعة “الشطيح” والدبلجة لمسلسلات ممسوخة …، ويؤدون كذلك إيتاوات الموظفين الساميين والبرلمانيين وفاتورة رئيس الجامعة وفاتورة كهربائه ومائه، وتفترسهم ميزانية القصر وشركاته بكل تأكيد، ولن ننسى بالطبع فاتورة الزرواطة وملحقاتها … دافعي هذه الفواتير وما خفي كان أعظم يسمونهم في جميع بقاع الدنيا دافعي الضرائب، وقد جاء في الآيتين الكريمتين 39 و 40 من الدستور المقدس المنزل على الشعب المغربي :

الآية 39 : “على الجميع أن يتحمل، كل على قدر استطاعته، التكاليف العمومية، التي للقانون وحده إحداثها وتوزيعها، وفق الإجراءات المنصوص عليها في هذا الدستور.”

 الآية 40 : “على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد.”

     ومن بين هذه الآفات والكوارث: الكوارث الرياضة المغربية وما بقي فرحمته عليهم واسعة في جبال الأطلس والشوارع والقرى المنسية ولا تنمية إلا في النص إلى يوم الدين.

   ختاما نتسائل، فاز أو خسر المنتخب. ماذا سيستفيد “المواطنون و المواطنات”/الرعايا المغاربة و دافعي الضرائب ؟ و هل  يخسر المسيرون واللاعبون والمدربون والمستشهرون إذا خسر المنتخب ؟

    ولكن ما نحن متأكدين منه هو أن الخسارة ستكون مضاعفة عندما ينهزم المنتخب و تكون مضاعفة أضعافا عندما يفوز المنتخب أو أي ممثل للرياضة المغربية عموما في المنافسات التي يخوضها، حيث تعلق آمالا كبيرة تتكسر مباشرة في أولى الاختبارات.

     ومن هذا السيناريو المتكرر لمرات عديدة، تعلمت بعض الجماهير وهي تتمنى الهزيمة بأقصى سرعة ممكنة للرياضة المغربية، مساندة بلدان وأندية أخرى على أمل توقف “الفقصة” و”احريق الراس” بسرعة لتتفرغ للاستمتاع بالفرجة الرياضية.