بات المغاربة، أكثر وعيا واهتماما بقضايا تغير المناخ بعد زلزال الحوز، ويرغبون في أن تقوم الحكومة ببذل المزيد من الجهود، للتصدي له، خصوصا بعد هذه الكارثة التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص وإصابة حوالي 5000 شخص.
ثمانية من كل عشرة مغاربة يقولون إنه يجب على الحكومة معالجة تغير المناخ، وفقًا لاستطلاع أجراه الباروميتر العربي. هذا الشق هو جزء من سلسلة من الاستبيانات التي أجريت بين دجنبر 2023 ويناير 2024. وقد شمل الاستطلاع 2400 مغربي حول مختلف القضايا.
يبقى نقص المياه، من أكبر التحديات البيئية بالنسبة للمغاربة. ويقول 4 من كل 10 أشخاص تقريبا إن عدم كفاية الموارد المائية (24 بالمئة) أو تلوث مياه الشرب (11 بالمئة) أو تلوث مصادر المياه (5 بالمئة) هو أكبر تحد بيئي يواجه البلد. ونسبة من ذكروا تغير المناخ كأكبر تحد بيئي تضاعفت منذ الدورة السابقة (13 بالمئة الآن مقابل 6 بالمئة).
المغاربة يرغبون في المزيد من النساء في القيادة السياسية
كما شمل الاستطلاع مواضيع أخرى مثل الحريات المدنية وحقوق المرأة. وأظهرت النتائج انخفاضًا طفيفًا في الآراء حول قدرة المرأة على القيادة السياسية رغم الدعم القوي لتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 بالمئة) والحكومة (70 بالمئة).
وبالمثل، يعتقد ما يقرب من ثلاثة أرباع المغاربة (73 بالمئة) أن وجود النساء في القيادة السياسية مفيد في تعزيز حقوق المرأة.
في مجال التوظيف، يقول ما يقرب من الثلثين (64 بالمئة) إنه يجب أن يكون للرجال والنساء فرص متساوية في العمل، ويرى المغاربة العديد من العقبات أمام توظيف النساء. وتشمل العقبات الأكثر شيوعًا نقص فرص العمل (17 بالمئة)، وانخفاض الأجور (14 بالمئة)، والتحيز الجنسي (13 بالمئة)، وقلة خيارات رعاية الأطفال (12 بالمئة).
ويعترف المغاربة بأن النساء لا زلن يتعرضن للتحرش، حيث يقول 8 من كل 10 (79 بالمئة) إن التحرش شائع في الشوارع من قبل الغرباء، ويشير الثلثان (65 بالمئة) إلى حدوثه في مكان العمل.
حرية التعبير عبر الإنترنت
وفيما يتعلق بالحريات المدنية، وجد الباروميتر العربي أن غالبية المستطلعين (58 بالمئة) يقولون إن حرية التعبير مضمونة بشكل كبير أو معتدل. ويعتقد أكثر من النصف (57 بالمئة) أيضًا أن حرية الاحتجاج مضمونة بشكل كبير أو معتدل، بزيادة قدرها 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (45 بالمئة).
ومع ذلك، يشعر العديد من المغاربة بالقلق بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير عبر الإنترنت، خاصة الرقابة والحظر من قبل الحكومة (54 بالمئة)، والحكومات الأجنبية (51 بالمئة)، ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي (53 بالمئة).
وفي المشهد السياسي، تراجع الدعم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل كبير، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
على الصعيد المحلي، أعرب 33 بالمئة من المستطلعين عن ثقتهم في الحكومة المغربية و30 بالمئة في رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وارتفعت الثقة في مؤسسات أخرى إلى 38 بالمئة بالنسبة للبرلمان، و74 بالمئة للقضاء، و70 بالمئة لمنظمات المجتمع المدني.
وشدد المستطلعون أيضًا على أن الإنفاق على الإعانات والتعليم والرعاية الصحية يجب أن يكون أهم أولويات الإنفاق الحكومي.
اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء
اقتصاديًا، يرى 4 من كل 10 (39 بالمئة) أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع. ويرى المغاربة أن أكبر التحديات التي تواجه بلادهم هي الاقتصاد (22 بالمئة)، والفساد (20 بالمئة)، والخدمات العامة (18 بالمئة)، وتغير المناخ (14 بالمئة).
ما يقرب من ثلثي المغاربة (63 بالمئة) نفد منهم الطعام قبل أن يكون لديهم المال لشراء المزيد في الأيام الثلاثين الماضية. وقد زادت هذه النسبة بشكل كبير منذ عام 2022، عندما أفاد 36 بالمئة فقط بنفس الشيء.
هناك اتفاق قليل على الإجراءات التي يجب أن تتخذها الحكومة لتحسين الاقتصاد. والإجراءات الأكثر ذكرًا من قبل المواطنين هي تقليل الركود (28 بالمئة)، وخلق وظائف (20 بالمئة)، وإصلاح التعليم (14 بالمئة)، وزيادة الأجور (11 بالمئة).
ما يقرب من الثلث (35 بالمئة) يرغب في الهجرة، ويذكر عدد كبير العوامل الاقتصادية كسبب رئيسي لهذا الرغبة (45 بالمئة من الذين يرغبون في الهجرة). والأكثر رغبة في الهجرة هم الرجال دون سن الثلاثين والحاصلين على تعليم جامعي. وقال أكثر من نصف المهاجرين المحتملين (53 بالمئة) إنهم سيهاجرون حتى لو لم تكن الأوراق اللازمة متوفرة.