أعلن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ"فورساتين" أن ميليشيات فاغنر الروسية تقوم بتجنيد الشباب الصحراويين المقيمين في مخيمات تندوف. وأوضح المصدر ذاته أن "حادثة هجوم مرتزقة "فاغنر" قبل أيام قليلة على الأراضي الموريتانية، واقتحام قريتي "دار النعيم"، و"مد الله"، واطلاق النار، واعتقال أشخاص وإصابة آخرين بجروح" كشف عن مشاركة شباب صحراويين يرتدون زي الميليشيات الروسية.
وأضاف المنتدى أنه "بعد حديث بعض الضحايا عن مرافقة ملثمين لمجموعة "فاغنر"، مهمتهم تسهيل التواصل مع الضحايا، ولاحظ بعض الاهالي أن اولئك الملثمين يتحدثون بالحسانية، غير أنهم ليسوا موريتانيين، وهو الأمر الذي انتشر كالنار في الهشيم، ونقله موريتانيون الى داخل مخيمات تندوف، لتبدأ جولة من البحث الجماعي عن حقيقة اختفاء عشرات الشباب الصحراوي، وعلاقته بالانخراط في مرتزقة فاغنر".
وتحدث المنتدى عن "تجنيد 500 شاب من مخيمات تندوف، يراد نقلهم الى مناطق مختلفة، ومنهم من سيرحل الى روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية لمدة لا تتجاوز 3 سنوات، يحصل بعدها على الجنسية والمساعدة في الاستقرار، مع واجب شهري يفوق 3000 دولار".
وأوضح المنتدى أن "الانخراط في مرتزقة "فاغنر" يخضع لشروط صارمة، منها قطع المجندين علاقتهم مع ماضيهم، والتخلي عن هويتهم الحقيقية، والالتزام بعدم التواصل مع عائلاتهم، كما يمنع الانضمام على المتزوجين والآباء، خوفا من أن تجرهم العاطفة الى الهرب أو الاتصال بأي شكل من الأشكال مع عائلاتهم، الذي قد يؤثر على عملية التنسيق والتجنيد، التي تشرف عليها جبهة البوليساريو عبر وسطائها من التجار والمهربين".
وقال علي الأنصاري، رئيس مركز تمبكتو للدراسات، في تصريح لموقع يابلادي "فاغنر هي شركة تبحث عن ملفات تعريف محددة. فالصحراويون من مخيمات تندوف، بسبب تدريبهم العسكري، هم الأقدر على الانضمام إلى المجموعة"، وأضاف "الظروف الاقتصادية الصعبة للغاية في المخيمات، خاصة بالنسبة للمجندين من الأسر الفقيرة، تدفع الشباب للانضمام إلى فاغنر".
من جانبه، قال الشيخ أحمد أمين، رئيس تحرير موقع "الأنباء" الموريتاني لموقع يابلادي إن "مخيمات تندوف توفر أرضًا مثالية لتخريج ميليشيات فاغنر. فبالإضافة إلى كونهم مدربين على استخدام الأسلحة والمتفجرات، فإن الصحراويين لديهم فهم دقيق لتعقيدات الصحراء والساحل، خاصة وأن بعضهم سبق له العمل مع جماعات التهريب وتجارة المخدرات العاملة في المنطقة. ويطلب مجندو فاغنر هذه الخبرة".
وأشار الخبيران إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم داعش قاما ولا يزالان بتجنيد صحراويين. ويشهد على ذلك حالتا عدنان أبو وليد الصحراوي وأبو حذيفة، الملقب بـ"هوغو"، اللذان قُتلا في 2021 وأبريل 2024 على التوالي. وللتذكير، فقد كشفت إحدى وسائل الإعلام التابعة للبوليساريو في تقرير نُشر في شتنبر 2017 أن الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات تندوف قد انضموا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم داعش.
في تقريره عن الوضع في الصحراء الغربية في أبريل 2015، نبه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي إلى عواقب "تزايد الإحباط بين الصحراويين وتوسع الشبكات الإجرامية والمتطرفة في منطقة الساحل والصحراء"، و هذه العوامل "تمثل مخاطر متزايدة على استقرار المنطقة وأمنها"، وهو التحذير الذي كرره أنطونيو غوتيريش في تقاريره.