بعد أسبوع من عقد اجتماع بين الجزائر وتونس وليبيا، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، مقالا على شكل شهادة وفاة لاتحاد المغرب العربي الذي تأسس في 17 فبراير 1989 بمراكش. وحملت وكالة الأنباء الرسمية المغرب مسؤولية الشلل الذي أصاب المنطقة.
وذكرت الوكالة أن "كل الدول الإفريقية منظمة اليوم في إطار مجموعات إقليمية، باستثناء شمال افريقيا و ذلك بسبب المغرب الذي فضل تحالفات مع الكيان الصهيوني ومحاولة الانتماء لهياكل تنظيمية أخرى بالمشرق" في إشارة إلى اتفاقيات الشراكة بين المملكة ومجلس التعاون الخليجي.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الجزائرية في 30 مارس الماضي، برر الرئيس عبد المجيد تبون إقصاء المغرب من المشروع المغاربي الثلاثي، قائلا "جيراننا الغربيون يرغبون في الانضمام إلى منظمة التنمية لغرب إفريقيا (إيكواس) وهم أحرار في ذلك".
ودعماً لإعلانها عن وفاة اتحاد المغرب العربي، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية بطلب مغربي رسمي يعود تاريخه إلى عام 1995، يدعو إلى تعليق عمل هيئات الاتحاد، لكنها حرصت على تجاهل الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
عطاف ووكالة الأنباء الجزائرية يتغاضيان عن الأسباب الكامنة وراء طلب المغرب عام 1995
كان الطلب في الواقع عملا احتجاجيا على انتهاك الجزائر، من خلال دعمها للبوليساريو، لأحكام دستور اتحاد المغرب العربي، وخاصة المادة 15 والتي تنتص على أن "الدول الأعضاء تتعهد بعدم السماح على أراضي كل منها بأي نشاط أو تنظيم يمس بأمن أي من الدول الأعضاء أو سلامتها الإقليمية أو نظامها السياسي. وتتعهد أيضاً بالامتناع عن الانضمام إلى أي حلف أو تحالف عسكري أو سياسي يكون موجهاً ضد الاستقلال السياسي أو الوحدة الإقليمية للدول الأعضاء الأخرى".
في 29 غشت 2023، عاد وزير الخارجية الحالي، أحمد عطّاف، في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة، إلى الطلب المغربي لعام 1995، ليقول إن "الجزائر لا تتحمل أي مسؤولية في الجمود الذي يشهده اتحاد المغرب العربي. ومنذ ذلك الحين، لم تتغير الظروف. والأسوأ من ذلك أنها ازدادت سوءًا. ومن الصعب اليوم الحديث عن تنشيط اتحاد المغرب العربي أو بث روح جديدة فيه في السياق الذي نعرفه جميعا". ولم يشر رئيس الدبلوماسية إلى الأسباب التي دفعت المغرب إلى الدعوة إلى تجميد اتحاد المغرب العربي قبل 29 سنة.
وتأتي قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية في وقت يتعثر فيه المشروع المغاربي للجزائر دون المغرب. وتكثف ليبيا التي حضرت قمة تونس من دعواتها لتعزيز اتحاد المغرب العربي. فبعد أربع وعشرين ساعة من انعقاد الاجتماع الثلاثي في العاصمة التونسية، بعث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي رسالة إلى الملك محمد السادس بهذا الخصوص.
وفي اليوم الموالي، كرر النائب الأول لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية (المعترف بها من قبل المجتمع الدولي) ووزير الزراعة، حسين عطية القطراني، نفس النداء في اجتماع في الرباط مع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، التونسي الطيب البكوش. كما بعث رئيس المجلس الرئاسي الليبي في 24 أبريل رسالة خطية إلى الرئيس الموريتاني حول نفس الموضوع. وعلى الرغم من الضغوط الجزائرية، فإن نواكشوط ترفض حتى الآن الانضمام إلى اتحاد مغاربي دون المغرب.