فرنسا تعترف "اقتصاديا" بمغربية الصحراء

بعد وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر للمغرب، أعلن وزير الخارجية ستيفان سيجورني اتخاذ خطوة أخرى نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، وقال في مقابلة مع قناة فرانس 24 وإذاعة فرنسا الدولية أمس "لقد قلتُ هناك (في 26 فبراير في الرباط) إننا اعترفنا بحقيقة أن المغرب يعمل على تطوير هذه المنطقة اقتصاديًا. بل وذهبنا خطوة إلى أبعد من ذلك، حيث سنقوم بجلب متعاملين عموميين لتطويرها معهم".

وكان الوزير ريستر قد أعلن الأسبوع الماضي في الدار البيضاء أن شركة بروباركو، وهي شركة تابعة للقطاع الخاص تابعة للوكالة الفرنسية للتنمية، "يمكن أن تساهم في تمويل خط التوتر العالي بين الداخلة والدار البيضاء". وسارعت جبهة البوليساريو ووسائل الإعلام الجزائرية إلى إدانة هذه التصريحات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي "فيما يتعلق بالمسألة الدبلوماسية، فإن الأمر سيتم إدارته وتسويته بين رئيسي الدولتين، وليس لدي أي إعلان أدلي به إليكم اليوم". ولم تحدد الرباط وباريس بعد موعداً للقمة التي طال انتظارها بين الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون.

الإشادة بدور المغرب في منطقة الساحل الإفريقي

ترافق هذا الاعتراف الاقتصادي بسيادة المغرب على الصحراء مع إشادة وزير الشؤون الخارجية بسياسة المملكة في منطقة الساحل.

يذكر أنه في 23 دجنبر، وقّعت مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو في مراكش، على الانضمام للمبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في 6 نونبر 2023 لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وفي رده على سؤال حول "وساطة مغربية محتملة" بين باريس وبلدان المنطقة التي أدارت ظهرها لها، قال ستيفان سيجورني إن "المغرب أصبح قوة إقليمية حازمة بل ويجب أن يساعد في تحقيق شكل من أشكال التنظيم والاستقرار الإقليمي". ومضى مشيدًا بالمبادرات التي أطلقتها المملكة في منطقة الساحل، وقال "إنهم مرحب بهم"، لكن "الأمر متروك للمغاربة لاتخاذ قرار بشأن اتفاقياتهم. وأعتقد أن لديهم الإرادة من جانبهم لإقامة علاقات مع جيرانهم".

والتقى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي بنظيره المغربي ناصر بوريطة في باريس اليوم الثلاثاء 9 أبريل. وكتب سيجورني على منصة إكس "يستمر الزخم الذي أحدثته زيارتي الأخيرة إلى المغرب اليوم بجلسة عمل مع ناصر بوريطة. فالعلاقة بين فرنسا والمغرب علاقة فريدة من نوعها".