القائمة

أخبار

المغرب: الكشف عن لغز كثبان نجمية عمرها 13 ألف سنة

كشفت دراسة جديدة أن "لالة العالية"، وهي كثبان نجمية تقع في واحة عرق الشبي، في صحراء مرزوكة تشبه تلك الموجودة على كوكب المريخ وقمر زحل "تيتان"، تضم قاعدة يعود تاريخها إلى 13 ألف سنة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تبدو من بعيد مثل الأهرامات الرملية، ذات قمم مدببة وأذرع مشعة، ولهذا السبب تُعرف عادةً باسم الكثبان النجمية، وهي أكبر أنواع الكثبان الصحراوية وأكثرها تعقيدًا على كوكبنا.

وتعتبر الكثبان النجمية أيضًا فريدة من نوعها لأنها الأطول من نوعها، مع وجود تكوينات مماثلة حتى خارج نظامنا الشمسي، على المريخ وقمر زحل. وتنتشر الكثبان النجمية في الصحاري الحديثة وتحديدا في جنوب شرق المغرب بالقرب من الحدود الجزائرية، حيث تظهر الكثبان الرملية النجمية المسماة "لالة العالية" وهي عبارة عن هياكل رملية معقدة.

وتوجه علماء من كلية لندن الجامعية وجامعة أبيريستويث في ويلز إلى عرق الشبي، وهو بحر كبير من الكثبان الرملية بالقرب من محاميد الغزلان، لدراسة هذه الكثبان النجمية المغربية، وفي ورقة بحثية نشرتها يوم الاثنين مجلة نيتشر العلمية، كشف العلماء عن تفاصيل حول "لالة العالية".

"لالة العالية" أعلى نقطة مقدسة

"لالة العالية"، والتي تعني باللغة الأمازيغية "أعلى نقطة مقدسة"، لها أذرع مدببة ويصل ارتفاعها إلى 100 متر وعرضها 700 متر. وتكشف الدراسة أن هذه الكتبان تدين بشكلها النجمي إلى الرياح التي تهب من اتجاهين رئيسيين: رياح "سيروكو" القوية من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، ورياح "شيرغي" الأضعف من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي. وتظهر الدراسة أيضًا أن الرياح الشرقية أقل تواتراً.

ومما يزيد من تفرد هذه الكثبان حركتها. ودرس العلماء كيفية تحرك الكثبان الرملية مع مرور الوقت، ووجدوا أن الرمال تتحرك في الغالب جانبًا، لتصل إلى 17 مترًا على الأكثر، ولكن عادة أقل من 3 أمتار خلال 16 شهرًا.

ويعتمد اتجاه هبوب الرمال على الجزء الذي تقع عليه من ذراع الكثبان الرملية. ويبدو أن الجزء العلوي من الكثبان يتغير أكثر من الأجزاء السفلية. ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن الرياح تهب بقوة كلما صعدت أعلى الكثبان الرملية، على غرار الكثبان الرملية النجمية الأخرى حول العالم.

ولكن كم من الوقت استغرق تشكيل هذا الكثيب العملاق؟ ولتحديد عمر الأجزاء المختلفة من الكثبان الرملية، استخدم العلماء تقنية تتضمن الضوء، تُعرف باسم التأريخ البصري. وأظهرت النتائج أن الجزء السفلي من الكثيب هو أقدم جزء منه، حيث يتراوح عمر حبيبات الرمل بين 13000 و9500 سنة. ومع ارتفاعها، أدرك العلماء أن الرمال أصبحت أصغر سنًا، حيث يعود تاريخ الرمال العلوية إلى ما قبل 150 عامًا فقط. "الأذرع" الرملية، التي تعطي الكثبان شكلها النجمي، هي أيضًا حديثة جدًا، حيث يبلغ عمر معظم الرمال أقل من 70 عامًا.

وفي معرض حديثه عن أقدم جزء من الكثبان النجمية، قال البروفيسور جيف دولر من قسم الجغرافيا وعلوم الأرض بجامعة أبيريستويث، وأحد مؤلفي الدراسة، لصحيفة ذاغارديان إن "الكثبان الرملية استقرت بسبب الغطاء النباتي". وأوضح "يبدو أنه بقي على هذا الحال نحو 8000 سنة، ثم بدأ المناخ يتغير مرة أخرى وبدأت هذه الكثبان النجمية بالتشكل".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال