يمثل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الملك محمد السادس، في قمة "إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك"، حيث حل يوم أمس بالعاصمة روما، ووجد في استقباله رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيا ميلوني.
ومن المقرر أن تتطرق القمة إلى بعض القضايا التي تؤثر في القارة السمراء وأوروبا أيضاً، مثل: التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والهجرة، وتحول الطاقة.
ومن المتوقع أن يشارك في القمة نحو 23 رئيس دولة وحكومة أفريقية و57 وفداً دولياً، وممثلون من الاتحاد الأوروبي، وممثلون للمنظمات الإقليمية والمؤسسات المتعددة الأطراف العاملة في القارة، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
غياب للبوليساريو
من جانبها أوفدت الجزائر وزير خارجيتها أحمد عطاف لتمثيل رئيس البلاد عبد المجيد تبون في أشغال القمة، فيما لم توجه الدعوة لجبهة البوليساريو، التي تسعى بدعم جزائري للمشاركة في مختلف القمم الدولية التي يكون الاتحاد الافريقي طرفا فيها.
ولم تتمكن الجزائر من دفع إيطاليا إلى دعوة البوليساريو رغم التقارب الكبير الحاصل بينهما بسبب أزمة الطاقة العالمية، فبعد تغيير إسبانيا لموقفها من نزاع الصحراء، اتجهت الجزائر نحو إيطاليا، وكثفت من زيارات مسؤوليها إلى روما، وأبرمت عدة اتفاقيات معها، مستغلة حاجتها للغاز الطبيعي، بعد الطلب الكبير عليه، إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي ماي الماضي افتتحت إيطاليا مركزا للخدمات القنصلية بتندوف، وهو الأمر الذي حاولت وسائل إعلام جزائرية تصويره بأنه بداية لتغيير روما لموقفها من النزاع، واقترابها من الطرح الجزائري.
وبعد أيام خرجت سفارة إيطاليا بالرباط عن صمتها، وقالت إن هذه المبادرة الإدارية لا علاقة لها، بأي شكل من الأشكال، بالموقف الإيطالي من قضية الصحراء.
وكان المغرب ينظر بكثير من الحذر لوصول جورجيا ميلوني، زعيمة حزب فراتيلي دي إيطاليا اليميني المُتطرف، المعروف بمواقفه المؤيدة للبوليساريو، إلى السلطة في أكتوبر 2022. حيث سبق لها أن زارت قبل سنوات من توليها منصبها الحالي، مخيمات لتندوف، كما أشادت في كتاب نشر في شهر ماي من سنة 2021، بالانفصاليين، ودعت إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير.
لكن وبعد أيام قليلة من تولي ميلوني السلطة في 22 أكتوبر 2022، طمأنت الحكومة الإيطالية المغرب، حيث أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإيطالي، أنطونيو تاجاني، في مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بـ "الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في استقرار المنطقة المتوسطية، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب".
الاستفادة من أخطاء الماضي
يذكر أنه سبق للرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، أن قال خلال زيارة رسمية إلى الجزائر في نونبر 2021، إن تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء يجب أن تأخذ "في الاعتبار حقوق الشعب الصحراوي"، وأشاد بـ "دور الجزائر وتشبثها بإطار الأمم المتحدة الخاص بالصحراء الغربية".
وأثار هذا التصريح حفيظة المغرب، الذي طالب توضيحات من إيطاليا، وبعد يومين جاء في بيان مشترك عقب مباحثات بين ناصر بوريطة ووزير الخارجية الإيطالي السابق لويجي دي مايو، أن إيطاليا تشيد " بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في إطار الأمم المتحدة وتشجع كافة الأطراف على مواصلة انخراطها بروح الواقعية والتوافق"، من أجل حل ملف الصحراء.
وفي يوليوز الماضي، زار وزير الخارجية ناصر بوريطة روما، ووقع مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني خطة العمل لتنفيذ الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد بين البلدين، وجاء فيها أن "إيطاليا ترحب بالجهود الجادة وذات المصداقية المبذولة من طرف المغرب".
وجددت إيطاليا التأكيد أيضا، على "دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي، عادل، واقعي، براغماتي، مستدام، ومقبول من الأطراف لقضية الصحراء، يقوم على التوافق طبقا للقرارات 2654".
يذكر أنه تم تأجيل المؤتمر الخامس للشراكة بين كل من الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، الذي كان من المزمع عقده يوم 11 نونبر في العاصمة السعودية الرياض، بسبب تمسك الجزائر بمشاركة جبهة البوليساريو، ورفض المغرب وعدد من الدول العربية.