كيف تقرأ تسجيل ارتفاع في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية؟
الحرارة التي يعرفها المغرب طيلة الأيام الماضية والتي انخفضت شيئا ما اليوم الثلاثاء، تعود بالأساس للتغير المناخي الذي يلقي بظلاله على المملكة، اليوم نعيش ارتفاعا في درجات الحرارة لم يعد مقتصرا على فصل محدد بل يمتد على طوال السنة، وفي السنة الماضية تم تسجيل درجة حرارة قياسية في مارس وأبريل وفي يوليوز وغشت، في مجموعة من المدن وعلى رأسها أكادير، وخلال شهر أكتوبر سجلنا أيضا أرقاما قياسية.
واليوم نحن في شهر يناير ونسجل أرقاما قياسية في مجموعة من المدن من بينها سيدي إيفني وأكادير والنواصر، حيث تعدت درجة الحرارة 31 درجة مئوية، وأصابع الاتهام كلها موجهة نحو ظاهرة التغير المناخي التي يؤدي المغرب ضريبتها غاليا.
وهل سيصبح هذا السيناريو في السنوات المقبلة عاديا؟
هناك جفاف هيكلي منذ سنة 2018، الموارد المائية تسير في اتجاه تنازلي. موجات الحر الاستثنائية اليوم، ستصبح هي السيناريو العادي.
الموقع الجغرافي للمغرب يجعله يسجل أرقاما فاقت المعدل الدولي في أرقام الحرارة، إذا كان المعدل الدولي قد وصل إلى 1.1 درجة فالمغرب وصل إلى بـ1.37 درجة مئوية كمعدل على المستوى الوطني.
مادامت كثافة غازات الاحتباس الحراري في ازدياد في الغلاف الجوي، فإن درجات الحرارة ستواصل الارتفاع، وهذا الارتفاع في مثل هذا الأشهر سيصبح عاديا.
أصبحنا نعيش فصلا واحدا جافا وحارا، الأمطار التي تسقط الآن شبيهة بأمطار الصيف مجرد ومضات وفقط، تدوم وقتا وجيزا، في الثمانينات والسبعينات كان هطول الأمطار يستمر أسبوعا أو أسبوعين خلال شهر يناير.
هل من تأثير لهذا الارتفاع في درجات الحرارة؟
ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل كبير على المياه المجمعة في المسطحات المائية والسدود، إذ أننا نفقد حوالي مليون و600 ألف متر مكعب بشكل يومي نتيجة تبخر المياه.
وما هو الحل في نظركم؟
يجب علينا التكيف مع هذه الظاهرة، وتنزيل مخطط على المستوى الوطني والمحلي، لأن كل جهات المملكة مطالبة بالتوفر على مثل هذا المخطط، والذي يبتغي بالدرجة الأولى أن يسعى لتحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي. يجب إعادة النظر في المزروعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه علما أن قطاع الفلاحة يستهلك 87 في المائة من الموارد المائية للملكة.
المغرب يسير في اتجاه خلق أحواض زراعية جديدة على مستوى منطقة الشرق والجنوب، والاعتماد على محطات تحلية مياه البحر، ويطمح لسقي 100 ألف هكتار انطلاقا من مياه البحر، والتجربة في شتوكة آيت باها كانت رائدة، واليوم نسقي 15 ألف هكتار بالاعتماد على المياه المحلاة.
عندنا سواحل ممتدة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ويجب استغلال هذا الأمر والانفتاح على الموارد المائية غير التقليدية كما نص على ذلك تقرير لجنة النموذج التنموي، وخطابات الملك محمد السادس، لا يجب انتظار الأمطار والثلوج.
الحل هو تحلية مياه البحر بالإضافة إلى معالجة المياه العادمة التي يمكن استعمالها في سقي المناطق الخضراء والملاعب الرياضية من أجل المحافظة على استدامة الفرشات المائية.