عندما حصل الملك الحسن الثاني على براءة اختراع في الولايات المتحدة

كان الملك الحسن الثاني أول ملك يحصل على براءة اختراع في الولايات المتحدة. وسجل الملك الراحل، اختراعه سنة 1989. وكان الملك الراحل الذي كان يبلغ أنذاك 59 عاما، معروفا بفضوله العلمي، حيث ابتكر جهازًا طبيًا قادرًا على اكتشاف ودراسة ومراقبة الأمراض، وخاصة أمراض القلب، من خلال البيانات المسجلة كهربائيًا.

وفي أبريل 1986، قدم العاهل المغربي طلب براءة اختراع في الولايات المتحدة. وفي 21 فبراير 1989، تم منحه براءة الاختراع ونشرت تحت المرجع US4805631A.
آنذاك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز في 25 فبراير 1989، تصريحا لمتحدث باسم السفارة المغربية في واشنطن، علق فيه على "اهتمام الملك الحسن الثاني الدائم بالمجال الطبي". وكان الاختراع لا يزال في مرحلته المفاهيمية وقت النشر، وهو يجمع بشكل فريد بين "شريط الفيديو ومخطط كهربية القلب" لتوفير رؤى أعمق حول وظيفة القلب.

جهاز لمراقبة أداء القلب

وفي الأساس، يهدف الجهاز إلى مراقبة وتسجيل نشاط عضو واحد على الأقل باستخدام بيانات قابلة للقياس كهربائيًا. ولتحقيق ذلك، استخدم النظام "وسائل فيديو لتصوير وتسجيل حركات الموضوع، ووسائل معروفة لكشف ونقل مخطط كهربية القلب للموضوع المدروس، ومجمعًا لاستقبال وربما تسجيل البيانات الواردة بوسائل الفيديو المذكورة وعن طريق وسائل الكشف والنقل المذكورة"، كما هو موضح في وثيقة براءة الاختراع.

ويهدف اختراع الملك الراحل الحسن الثاني إلى تمكين الأطباء والباحثين في المجال الطبي من "جهاز للكشف في أفضل الظروف، ومن خلال تجميع مختلف العناصر الضرورية، عن الأمراض التي قد تؤدي إلى ظهورها، بواسطة الكهرباء"، بحسب المصدر نفسه.

وكما أشار جيرالد بوهوست، مدير أمراض القلب بجامعة ألاباما، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن اختراع الملك الحسن الثاني يعالج بشكل كبير القيود التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من مشاكل في القلب، والذين يعتمدون على أجهزة مراقبة محمولة مرهقة ومذكرات نشاط. وشدد بوهوست، الذي كان من المقرر أن يساعد الأطباء المغاربة في بناء نموذج أولي للجهاز، على أن الأساليب الحالية غالبا ما تكون "غير دقيقة وغير كاملة أبدا، مما يجعل من الصعب على الأطباء تفسير البيانات".

لا يمثل اختراع الملك الحسن الثاني تقدمًا كبيرًا في التكنولوجيا الطبية فحسب، بل كان له أيضًا أهمية تاريخية. وأكد متحدث باسم المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية لصحيفة نيويورك تايمز أن هذه هي أول براءة اختراع تُمنح لملك في الولايات المتحدة.