أجرى حارسا أمن وممرض متقاعد عملية جراحية لمريض من أجل إزالة "الجلالة" بمستشفى الاختصاصات التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، ما تسبب له في العمى.
وبحسب جريدة الصباح فقد أفضت التحقيقات إلى متابعة الممرض المتقاعد بالإيذاء العمدي نتجت عنه عاهة مستديمة وانتحال صفة ينظمها القانون (طبيب جراح) والارتشاء، فيما توبع الحارسان بجرائم المشاركة في الإيذاء الناتجة عنه عاهة وأيضا المشاركة في انتحال صفة طبيب والارتشاء، وسيمثلون في 15 يناير الجاري أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، بعدما تقرر الاحتفاظ بهم رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن "تامسنا"، بسبب خطورة الأفعال الجرمية.
ذات المصدر أكد أن الفضيحة تفجرت بعدما تأكدت إصابة المريض بالعمى، ولم يعد قادرا على النظر بعينه اليمنى، ليضع شكاية أمام النيابة العامة للمطالبة بالتحقيق مع الممرض، المزداد في 1960، بعدما كان يعتقد أنه طبيب عيون.
وأكد الضحية في التحقيقات أن إدارة المستشفى منحته موعدا طويلا لإجراء العملية على العين، وأثناء خروجه محبطا من المستشفى التقى بالحارس الأول وحكى له عن تمديد الموعد أياما طويلة، فاقترح عليه الحارس بأنه سيربط الاتصال بأحد أصدقائه داخل المستشفى الذي يعمل بمستعجلات المؤسسة الصحية نفسها لكي يعجل بالعملية الجراحية، وطلب المتورط من المريض منحه تعبئة هاتف حتى يتمكن من الاتصال بالموظف.
وفي اليوم الموالي اتصل حارس الأمن بالمريض وأخبره أنه بحث له عن الطبيب المناسب لإجراء العملية فوافق على الأمر، وبعدها أخبره بموعد العملية ومكانها، وبعد حضوره طمأنه بأن الشخص الذي سيجر يله العملية سيقوم هو طبيب جراح، وبعد انتظار دخل الطبيب المزور الذي تبين أنه ممرض متقاعد، كما حضر حارس الأمن الخاص.
وبعدها ارتدى الممرض بذلة طبية ودخل غرفة العمليات، نادى على الحارسين، وسلمهم المريض مبالغ مالية متفاوتة، وأجروا له العملية، كما منحه الممرض وصفة لا تحمل أي طابع أو توقيع، وطلب منه أحد الحراس العودة بعد شهر لإزالة "الجلالة" للعين الثانية. وبعد مرور شهر تبين أن الضحية لم يعد باستطاعته الرؤية.