منذ هروبه من سجن ألكالا ميكو في مدريد عشية عيد الميلاد، والسلطات الأمنية تبحث عن القاتل المحترف يوسف محمد لحريش في جميع أنحاء إسبانيا. وكان الشاب البالغ من العمر 20 عامًا، والمعروف باسم "El Pastilla"، متورطًا في تصفية رئيسه تاجر مخدرات ضمن تصفية حسابات بين العصابات.
وبحسب المعلومات الواردة في صحيفتي إل موندو ولا سيكستا، فمن الممكن أن يكون المعتقل الفار قد وصل إلى المغرب على متن قارب لتهريب المخدرات، أو على متن دراجة نارية مائية.
لكن وسائل الإعلام الأيبيرية لم تذكر أي دلائل تشير إلى وجود الهارب في بلده الأصلي، خاصة أن السلطات المغربية لم تتواصل بشأن هذه القضية. ومنذ هروبه، ظل الشاب مطلوبا من قبل الشرطة الوطنية الإسبانية وكذلك من قبل منافسيه داخل شبكات تهريب المخدرات، سواء في شبه الجزيرة الإيبيرية أو في سبتة.
وألقت الشرطة القبض على يوسف في أبريل 2023 بتهمة قتل أحد أباطرة المخدرات في الجزيرة الخضراء، في إطار تصفية حسابات. ويُعتقد أيضًا أنه متورط في جريمة ثانية ارتكبت في أكتوبر 2022، بالإضافة إلى إطلاق النار الذي وقع في سبتة في وقت سابق من العام الماضي.
واستشهدت الموندو بمصادر قريبة من التحقيق الذي فتحته السلطات المختصة، والتي سلطت الضوء على ملابسات هذا الهروب من السجن، حيث أشارت إلى وجود غموض حول نقل الهارب إلى الكالا ميكو.
وخوفاً من انتقام العصابات المختلفة الموجودة معه في مركز الاعتقال في قادس، طلب يوسف اتخاذ إجراءات وقائية. وكشفت مصادر الموندو أن مدير السجن طبق المادة 75.2. التي تنص على إمكانية قيام مدير المركز الإصلاحي، في ظروف معينة، بناء على طلب النزيل أو بمبادرة منه، بالموافقة على تدابير الحماية.
ومنذ ذلك الحين تم وضع السجين في الحبس الانفرادي. وكانت نزهاته إلى الفناء أكثر تقييدًا، مما سمح للسلطات بالسيطرة على الوضع حتى ذلك الحين. وبعد بضعة أشهر، تقرر نقل الشاب إلى سجن الكالا ميكو لمن تقل أعمارهم عن 21 عاما، بعيدا عن الجزيرة الخضراء ووجود عصابات منافسة في مركز الاحتجاز.
بعد ذلك، ونظرًا لصغر سنه، تم دمج يوسف في وحدة التعليم والاحترام، وكان يخضع لنظام إدارة السجون FIES 5، وهو أحد أكثر الأنظمة تقييدًا، أثناء انتظار محاكمته. وفي هذا الصدد، تؤكد إل موندو أن "جزء كبير من الموظفين لم يفهموا سبب النقل من إل باستيلا إلى ألكالا ميكو وليس إلى إيستريميرا، وهو سجن أكثر حداثة ومجهز بأنظمة أمنية أكثر صرامة".
ويوصف سجن ألكالا ميكو بأنه "مشبع بالمحتجزين الشباب ويشهد تحركات كبيرة للأشخاص، عشية عيد الميلاد في ضوء الاتصالات بين المحتجزين وعائلاتهم"، وهو ما يجعل منه مكانا مناسبا لتجاوز بعض الاحتياطات الأمنية، وخلال الزيارات العائلية، يمر النزلاء عبر ممر كبير يصل بين مباني السجن الثلاثة، وبينما كان يوسف في طريقه لزيارة عائلته، استغل "خطأ ما" للهروب.
وغادر مباشرة من الباب الأمامي دون صعوبة كبيرة، واختلط مع العدد الكبير من الأقارب الذين حضروا في ذلك اليوم. وفي تسجيلات المراقبة بالفيديو التي استشهدت بها صحيفة الموندو، يظهر يوسف وهو ينضم بسهولة إلى الزوار، وتجنب المرور أمام المسؤول عن إعادة بطاقات هوية الزوار وغادر دون رقابة.