القائمة

أخبار

دياسبو #317 : رشيد بن ادريس.. أمل جديد لطلاب الطب في قطر

رشيد بن إدريس هو أستاذ مغربي وعميد مساعد يعمل على استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي في جامعة كورنيل للطب في قطر. ويشرف ابن مدينة الجديدة على برنامج يمنح فرصة ثانية للطلاب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالبرامج الطبية.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

ولد رشيد بن إدريس في مدينة الجديدة، من أبوين ينحدران من مدينة تطوان، وقضى فترة طفولته وسنوات دراسته في المدينة الهادئة المطلة على المحيط الأطلسي. وفي الثمانينات، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، انتقل إلى مراكش ليواصل تعليمه العالي بالجامعة.

وهناك، اختار الدراسات الانجليزية وخلال سنته الثانية في الجامعة، عاش صدفة بساحة كيليز الواقعة وسط مدينة مراكش، رفقة زميل له، غيرت مسار حياته. ذلك اليوم قرر رشيد إلقاء نظرة على المركز اللغوي الأمريكي. وقال لصديقه "من المؤسف أننا ندرس اللغة الإنجليزية، ولم يسبق لنا أن زرنا هذا المكان".

وبمجرد دخوله، لمحت عينيه إعلان غير حياته إلى الأبد. وكان مكتوب على لافتة الإعلان "تعالوا من أجل العمل في ديزني". وهكذا، تقدم الشاب للوظيفة وغادر إلى الولايات المتحدة للعمل في الجناح المغربي في عالم ديزني. ويحكي رشيد خلال حديثه مع يابلادي "كان والدي يعمل ميكانيكيًا، وكان المدخول ضئيل. لذلك دفعت ديزني ثمن كل شيء، من أجل أن التحق بمقرها في الولايات المتحدة".

وبعد عام من هجرته إلى بلاد العم سام، قرر رشيد العودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعة، حيث اختار شعبة اللغويات التطبيقية في جامعة سنترال فلوريدا (UCF) في أورلاندو.

ومن هناك، بدأ مسيرته الأكاديمية، حيث عمل كمساعد مدرس وبعدها أستاذ للغة الإنجليزية كلغة ثانية للطلاب الدوليين. وبالإضافة إلى التدريس، عمل رشيد في الإدارة.

وقال "عندما كنت أستاذا، كنت عضوًا في هيئة التدريس، وكنت أستمتع بذلك. كان هناك مدير أخبرني أنه يرى الكثير من الإمكانات وأنه يحتاج إلى مساعد" وتابع حدثه قائلا "لذا، قام بإعطاء هذا الدور الإداري بالإضافة إلى مهامي كأستاذ".

وفي هذه اللحظة، أدرك رشيد أنه في الطريق الصحيح وأنه يرغب في سلك هذا المسار. وبالفعل، بعد توليه منصبه كإداري، حصل على الدكتوراه في القيادة التربوية. كما أصبح يساهم في نفس الجامعة، في تطوير وصياغة وتدويل المناهج التعليمية.

وأوضح رشيد "لقد كان هذا المجال رائجًا للغاية في ذلك الوقت في عامي 2004 و2005. كانت الجامعة ترغب في الشروع فيما يسمى بتدويل المناهج، مما يعني أنه كان على جميع الأساتذة تدويل مناهجهم من خلال إضافة عنصر دولي"

بعد جامعة سنترال فلوريدا، غادر الأستاذ إلى كلية فالنسيا، وهي كلية عامة في أورلاندو. وفي عام 2010، ولأسباب عائلية، قرر مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ في استكشاف فرص العمل في الشرق الأوسط.

وبعد سلسلة من المقابلات والزيارات والعروض التقديمية، وقع اختياره على قطر. وهناك عُرض عليه منصب في جامعة كورنيل، وهي إحدى جامعات رابطة اللبلاب الأمريكية الثماني المرموقة. وقال رشيد، الذي انضم إلى الكلية في عام 2010 "لدى جامعة كورنيل حرم جامعي هنا في قطر، ولديهم كلية طب افتتحوها في عام 2002".

صياغة برنامج تأسيسي ناجح

بالإضافة إلى تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية لطلاب الطب في جامعة كورنيل، أتيحت الفرصة لرشيد للعمل على شغفه، وهو مساعدة الطلاب على النجاح وصياغة برامج تعليمية لهذا الغرض.

بناءً على طلب عميد الجامعة، طُلب من البروفيسور بن إدريس إيجاد حل لواحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها الحرم الجامعي، وهي عدم وجود عدد كافٍ من الطلاب المحليين المهتمين بمتابعة سلك الطب لمدة ست سنوات.

تم تكليف الأكاديمي بمهمة تتمثل في وضع برنامج من شأنه أن يجذب المزيد من الطلاب القطريين إلى كلية الطب. وأوضح قائلا "كما يعلم الجميع، ليس من السهل الحصول على دبلوم في الطب". وتم تعيينه في عام 2013 في منصب مساعد العميد لشؤون استقطاب الطلاب والتواصل معهم لزيادة عدد الطلاب القطريين المتقدمين لولوج هذه الشعبة.

وشرع رشيد في هذه المهمة، وقام بتنفيذ رؤيته التي تضمنت برامج متعددة، واستراتيجيات مختلفة تهدف إلى إقامة علاقات مع المدارس الثانوية ووزارة التربية والتعليم العالي القطرية.

وبمساعدة فريق مكون من ستة أعضاء، قام رشيد بتوحيد البرنامج التأسيسي لدفع المزيد من الطلاب للالتحاق بشهادة الطب. وتم تحديد مدته في عام واحد، حيث يسجل فيه الطلاب المحليين الذين فشلوا في الحصول على شهادة الطب لمدة ست سنوات. إذ يعدهم للشهادة الابتدائية ويمنحهم فرصة ثانية لدراسة الطب.

وقال رشيد "عندما يتقدم الطلاب ليصبحوا أطباء، يقوم مكتب القبول بالنظر في ملفاتهم" وأَضاف "المتقدمين الذين لا يستوفون المتطلبات اللازمة، يتم إخبارهم بالبرنامج التأسيسي، الذي سيعدهم لصرامة البرنامج الذي يمتد لست سنوات".

وتابع الأكاديمي حديثه قائلا "99% منهم يقبلون بالبرنامج،د. بمجرد انضمامهم، يتعين عليهم استيفاء معايير معينة قبل قبولهم في البرنامج المتقدم الذي يمتد لست سنوات"

"لست من قام بإنشاء هذا البرنامج، فهو كان موجودًا، لكنني قمت بتعزيزه، كان يتسع من 12 إلى 14 طالبًا فقط، ستة منهم فقط من المواطنين القطريين. وعندما جئت قمت بزيادة العدد إلى الحد الأقصى، وهو 23 طالباً، جميعهم طلاب قطريون".

رشيد بن ادريس

على عكس أي برنامج تأسيسي آخر، فإن البرنامج الذي قام رشيد بتعزيزه هو برنامج تحضيري تمهيدي للطب يتضمن منهجًا موجهًا للغاية نحو الطب. وقال  "خلال هذا البرنامج الذي يستمر لمدة عام واحد، يتعلم الطلاب العلوم الأساسية والأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية للتواصل الأكاديمي الذي أقوم بتدريسه، بالإضافة إلى الإحصاء الحيوي للعلوم البيولوجية، ثم الصحة العالمية والعامة".

بفضل رؤيته ومثابرته، أصبح البرنامج التأسيسي الذي صممه وأشرف  شائعًا جدًا بين الطلاب، وهو إنجاز يثير فخر ابن مدينة الجديدة، واختتم رشيد حديثه قائلا "أحب عملي، ولا أشعر أنني أعمل وإنما أصنع فرقًا وأقوم بتثقيف قادة المستقبل، وأطباء المستقبل".

ويأمل رشيد أن يتم تنفيذ برنامج مماثل في المغرب يومًا ما، لمساعدة مئات الطلاب على الحصول على الفرصة التي يحتاجون إليها للقبول في مدارس أحلامهم.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال