يدفع أعضاء مجلس الشيوخ الحكومة الكينية لإصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، وفتح سفارة في العاصمة الرباط.
وفي حديثهم في الجلسة العامة يوم الخميس الماضي، أعرب المشرعون عن أسفهم لأن كينيا لا تتوفر على سفارة في المغرب بعد على الرغم من الفوائد الهائلة التي ستجنيها البلاد، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وقال ليداما أوليكينا، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ناروك، "من المهم كدولة أن يكون لديها بعثة دبلوماسية فعلية لمساعدة وزارة الخارجية لتكون قادرة على جمع معلومات استخباراتية حول اقتصاد ذلك البلد".
وتابع "كينيا ستجني الكثير من المغرب وبالتالي الحاجة إلى إنشاء سفارة هناك لفتح المزيد من الفوائد"، وأضاف "أعلم أن لدينا تحديات بالنظر إلى وجود بعض الالتباس في علاقاتنا الدبلوماسية" مع جبهة البوليساريو.
فيما طالب عضو المجلس إيدي أوكيتش من وزارة الخارجية تقديم توضيحات حول العلاقات بين البلدين، وقال "يجب على الوزارة توضيح ما إذا كانت حكومة كينيا تخطط لإنشاء سفارة في المملكة".
ويريد أوكيتش وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تحديد الطرق التي تم النظر فيها في العملية وكذلك الجداول الزمنية المتوقعة لذلك.
وقال "يجب على اللجنة أن تقدم تحديثا عن وضع العلاقات الدبلوماسية بين كينيا والمملكة المغربية، موضحة أي جهود تبذلها حكومة كينيا لحل أي قضايا طويلة الأمد بين البلدين".
فيما طالب عضو المجلس بوني خالوالي من الحكومة "التحرك بسرعة وإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة مع المغرب"، واعتبر "أن المغرب قوة اقتصادية في أفريقيا، وبالتالي لا تستطيع كينيا تحمل تكاليف قطع العلاقات معه".
وواصل "يجب أن يخطر في بالنا أن المغرب، وهو بلد في أفريقيا، هو خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا، وبالنسبة لكينيا وإثيوبيا، نحن في المركز السادس. إن الجلوس والفشل في إقامة علاقة رسمية مع خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا هو خسارة واضحة”.
ومن جانبه، قال عضو المجلس جودفري أوسوتسي، إنه لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لعدم وجود سفارة لحكومة كينيا في المغرب، وأشار إلى أن "جميع الاقتصادات الرائدة في أفريقيا لديها سفارات في المغرب. وتشمل هذه الدول نيجيريا وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والجزائر"، وبرر ذلك بأن "للمغرب اقتصاد كبير ومزدهر"، وأن كينيا "بحاجة إلى الاستفادة من التواصل الدبلوماسي مع المغرب".
وقال زعيم الأغلبية آرون تشيريوت إن كينيا كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع المغرب إلى غاية العام الماضي عندما حضر "رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" حفل تنصيب الرئيس روتو.
يذكر أن الرئيس الكيني الحالي ويليام روتو، كان قد أعلن بعد تنصيبه في شتنبر الماضي عبر تغريدة على تويتر قطع علاقات بلاده بـ"جمهورية" البوليساريو، وبعد أيام قام بسحب التغريدة، وقالت الخارجية الكينية في مذكرة تحمل توقيع أمينها العام، ماشاريا كاماو، "موقف كينيا فيما يتعلق بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يتفق تماما مع قرار منظمة الوحدة الأفريقية (الاسم السابق للاتحاد الأفريقي) بقبول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا في 22 غشت 1982 ومع ميثاق الاتحاد الأفريقي".
وبعد أيام من ذلك قال روتو في مقابلة مع قناة فرانس 24 الإخبارية، "كان موقف كينيا وسيظل على الدوام هو موقف الأمم المتحدة. كل جانب من جوانب العلاقة بين الصحراويين والمغرب والمنطقة ككل يجب التعامل معه بطريقة ديمقراطية"، وواصل "موقفنا هو نفسه موقف الامم المتحدة ولم نغيره".
وخلال شهر شتنبر الماضي وجه روتو الدعوة لزعيم البوليساريو من أجل المشاركة في قمة المناخ في أفريقيا.
وقبل انتخابه رئيسا للبلاد سبق لروتو أن عبر في تصريحات إعلامية عن تأييده لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، وقال "هو أفضل حل لقضية الصحراء"، وأضاف أن "تمثيلية البوليساريو في نيروبي ليس لها أي معنى".
يذكر أن كينيا اعترفت في يونيو 2005 بـ"جمهورية" البوليساريو، وهو ما جعل المغرب آنذاك يقرر استدعاء سفيره، وفي فبراير 2014، تسبب نزاع الصحراء في أزمة دبلوماسية أخرى بين البلدين، بعد قرار كينيا فتح بعثة للبوليساريو في نيروبي، وهو ما جعل رئيس مجلس الشيوخ الكيني إيكوي إيثورو يتوجه إلى المغرب في محاولة منه للحفاظ على العلاقات بين البلدين.