قررت البوليساريو وضع حد لمحاولاتها التودد لفرنسا، والتي بدأت عشية زيارة إيمانويل ماكرون للجزائر في غشت 2022، وقال نائب ممثل الجبهة في برلين الصالح سيدي البشير في مقابلة مع وسائل إعلام ألمانية إن "دعم فرنسا للاحتلال المغربي يشكل عائقا أمام أي تقدم ملموس نحو الحل".
وأضاف "فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، تبقى حجر عثرة أمام كافة القرارات الداعية الى محاسبة المغرب منذ توقيع طرفي النزاع على اتفاق وقف إطلاق النار العام 1991 قصد إعداد الترتيبات اللازمة لإجراء استفتاء فوري لتقرير المصير. ولا تزال التغطية الفرنسية تشكل عرقلة لمساعي الأمم المتحدة".
وتدخل هذه التصريحات في إطار رد جبهة البوليساريو على المواقف التي أدلى بها الأسبوع الماضي السفير الفرنسي في المغرب، حين قال " لقد كنا بمثابة دعم تاريخي ولكن الآن يجب علينا المضي قدمًا. نحن جزء من ديناميكية التي هي بالطبع ديناميكية المملكة. نحن نعلم ما تمكن المغرب من القيام به في هذه المناطق ولكننا سنواكبه، من خلال الحوار المستمر الذي تم إحياؤه، والخطوات التالية حتى يمكن تقاسم هذه الخطة (الحكم الذاتي) قدر الإمكان على الصعيد الدولي. سنكون حليفًا مخلصًا وثابتًا ومبدعًا وديناميكيًا لكل ما يقوم به المغرب".
وكانت جبهة البوليساريو، قد قالت في يوليو الماضي، إن "فرنسا تلعب دورا إيجابيا في تسوية النزاع في الصحراء الغربية، وفقا لميثاق وقرارات الأمم المتحدة". وتابعت أنها تريد "وضع حد لعقود من الانحياز الظالم، والتسامح مع سياسات التوسع والعدوان، ومراعاة مصالح وأمن واستقرار كافة شعوب ودول منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا".
وعشية زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر نهاية غشت 2022، تحدثت الأمانة العامة للجبهة على "الدور الذي يجب أن تلعبه بعض القوى المؤثرة على مستوى مجلس الأمن، مثل فرنسا، من أجل إحلال السلام العادل والنهائي، الذي يؤسس للشرعية الدولية، ويسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".