استنكر الأطباء المغاربة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وأكدوا أن ما يقع "من تقتيل ودمار وإبادة، يتعرض لها من اختاروا البقاء ولم يسلم منها من قرروا النزوح هربا من جحيم الحرب، هو جريمة بشعة مكتملة الأركان تتواصل فصولها يوما عن يوم، في غياب أي موقف عقلاني يغلّب منطق السلام على الحرب".
وندد كل من "التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص"، و"النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر"، و"نقابة الطب العام"، و"الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة"، في بيان لهم بفظائع "جرائم الجيش الإسرائيلي التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، والتي تهدد استقرار المنطقة ومسلسل السلام بشكل عام".
وقدموا "التعازي القلبية إلى أسر الشهداء والضحايا والمصابين الفلسطينيين، وإلى عاهل البلاد ورئيس لجنة القدس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وإلى الشعب المغربي قاطبة، لكون القضية الفلسطينية ظلت دائما قضية مركزية وأولوية للمغرب الرسمي والشعبي على حدّ سواء".
واستنكروا بشدة استمرار "استهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية للمؤسسات والأطر الصحية، ومواصلة قتل المرضى على أسرّة الفراش داخل المستشفيات، من أطفال حديثي الولادة، ورضع، ونساء حوامل، ومرضى ومصابين، ولتوجيه عتادها العسكري ضد الأطر الطبية والصحية، والبنايات، والأجهزة والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يعدّ السكوت عنه مشاركة في هذه الجرائم وتأييدا لها، في الوقت الذي تتطلب من المنتظم الدولي ومن الأمم المتحدة ومؤسساتها حزما فعليا وتعاطيا جادا من أجل التدخل لوقفها ولمحاسبة المتورطين فيها".
كما نددوا "بالدعوة اللاأخلاقية" التي وجّهها ما يفوق المائة طبيب من الأطباء الإسرائيليين لحكومتهم من أجل "استهداف المستشفيات وتدميرها بمن فيها، والتي تنضاف إلى تصريح وزير التراث، والتي تعتبر بمجملها دعوات تنمّ عن كراهية مقيتة، وتكشف عن افتقاد أصحابها أي حس إنساني وعن غياب أي صلة لهم بمهنة الطب النبيلة، التي تقوم على إنقاذ الأرواح والتدخل لضمان استمرار الحياة".
وجدد الأطباء تضامنهم ودعمهم الكاملين مع زميلاتهم وزملاءهم الأطباء بغزة وكافة مهنيي الصحة، ودعوا المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل لمنع عمليات التقتيل والتشريد والتجويع والتهجير القسري التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر جرائم لا يمكن السكون عتها والتي سيذكرها التاريخ في صفحاته السوداء القاتمة".
يذكر أنه قبل أيام قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسو إن المنظمة وثقت- منذ 7 أكتوبر- وقوع أكثر من 250 هجوما على الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية.
وأفاد بأن نصف مستشفيات غزة وثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية بها خارج نطاق الخدمة، وحتى المرافق الأخرى فتعمل بما يتخطى أقصى قدراتها الاستيعابية. وقال إن القطاع الصحي في غزة منهار، لكنه ما زال يقدم بعض الرعاية المنقذة للحياة.
وفجر اليوم الأربعاء اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، والذي يضم آلاف المرضى والطواقم الطبية والمدنيين النازحين جراء العدوان المستمر.