القائمة

أخبار

الحرب على غزة: الإعلام الجزائري ينشر أخبارا كاذبة تتهم المغرب بخدمة الدعاية الصهيونية

تحاول وسائل الإعلام الجزائرية منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، تصوير المغرب على أنه داعم للإسرائيليين، من خلال نشر أخبار زائفة، كان آخرها اتهام المملكة بتجنيد ذباب إلكتروني لخدمة الدعاية الصهيونية والإضرار بالقضية الفلسطينية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

اتهمت الإعلام الجزائري المغرب بـ"التورط" في "تجنيد ذباب إلكتروني ضد القضية الفلسطينية"، وقالت جريدة "الشروق" التي تعتبر أكبر الجرائد من حيث الانتشار في البلاد، "كشف تحقيق لمنصة "إيكاد" عن تورط المغرب بدعم ذباب إلكتروني يهاجم بشراسة عبر منصات التواصل، كتائب القسام والمقاومة ويحاول تشويه صورة أبناء غزة وفلسطين لصالح الاحتلال الإسرائيلي".

وتابعت الجريدة أن "من أبرز ما ذكره التحقيق الذي يكشف تورط المغرب بتجنيد ودعم لجان مغربية تشيطن المقاومة وذباب إلكتروني ضد القضية الفلسطينية"، أن "هذا الذباب لجان إلكترونية منظمة تكرر الجمل نفسها بدقة وتستخدم "الرموز التعبيرية" ذاتها بالترتيب نفسه وغيّر مكان تغريده من مدة وأصبح يغرد من المغرب".

فيما قال موقع "أوراس" الجزائري في مقال له تحت عنوان "تحقيق رقمي.. لجان مغربية تهاجم الجزائر وفلسطين وتدعم إسرائيل"، أن التحقيق "يكشف تورط المغرب بتجنيد ودعم لجان مغربية تشيطن المقاومة الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي". وتحدث الموقع عن "تورط المغرب بدعم ذباب إلكتروني يهاجم بشراسة عبر منصات التواصل، الجزائريين والمقاومة الفلسطينية ويزرع الفتن بين الشعوب العربية ويشوه صورتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي".

ما حقيقة الأمر؟

وبالاطلاع على تحقيق إيكاد الذي نشر يوم 12 أكتوبر الجاري، يتضح أن وسائل الإعلام الجزائرية تعمدت نقل أخبار كاذبة ونسبتها إلى التحقيق الذي لم يشر نهائيا إلى تورط المملكة في تجندي ذبابا إلكتروني ضد القضية الفلسطينية.

وجاء في التحقيق أن فريق إيكاد رصد "عدة حسابات تغرد باللغة العربية منتقدة المقاومة وداعمة لتل أبيب، تُعرف نفسها بأنها مغربية، وتغرد من المغرب".

وأضافت المنصة أنها تتبعت الحسابات، وقامت "بسحب الجمل التي ترددها، لنجد أنها لا تنشط على تويتر فحسب، بل إنها تنشر الجمل ذاتها وتكرر السردية الإسرائيلية نفسها على منصتي فيسبوك ويوتيوب كذلك".

وأوضح التقرير أن "هذه الحسابات لا تعمل بشكل فردي، بل تعمل بشكل ممنهج وواضح، لتخلق رأيًا عامًا وهميًا حول تأييد المغاربة لإسرائيل"، وأن "معظمها تم إنشاؤها أو زيادة تفاعلها قبل ديسمبر 2020 بقليل، بالتزامن مع صفقات التطبيع العربي الإسرائيلي، أي قبل تطبيع المغرب مع إسرائيل، ما يعني أنها أُنشئت بالأساس لتهيئة خطوة التطبيع وخلق تأييد شعبي له".

وأكدت المنصة أن "تاريخ هذا التضخيم الكبير (في عددها) في شهر غشت 2022 تزامن تمامًا مع تاريخ تضخيم لجان إسرائيلية مصرية كنا قد كشفناها في تحقيقات سابقًا، وتزامن كذلك مع تضخيم في لجان إسرائيلية سعودية". وتابعت "هذا يعني أن من يقف خلف كل هذه اللجان جهة واحدة، تعمل بشكل ممنهج لبث هذه اللجان في آن واحد، لتمرير أجندة واضحة بين المغردين العرب، مصريين كانوا، أو سعوديين، أو مغاربة".

وأوضحت إيكاد أن "هذه الحسابات الوهمية تمتلك الصفات الرقمية ذاتها"، وأن "حسابات عديدة منها تنتحل الهوية المغربية، لكنها تغرد بلغة عربية ركيكة"، لكن اللافت في هذه الحسابات على فيسبوك بحسب إيكاد "أنها حملت هويات مختلفة في الماضي، ثم غيرتها لهويات مغربية، فأحد الحسابات كان قبل أشهر حسابًا هنديًا هندوسيًا، أما الحساب الآخر فكان صينيًا، وثالث كان باكستانيًا، كلهم غيروا هوياتهم لهويات مغربية، وبدأوا بالنشر على أنهم أشخاص مغاربة".

ليست المرة الأولى

ولا تعتبر هذه المرة هي الأولى التي تتعمد فيها وسائل إعلام جزائرية نقل أخبار كاذبة عن المغرب، فبعد منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تنظيم نسخة 2025 لكأس إفريقيا للأمم للمغرب، ونسخة 2027 لكينيا وتنزانيا وأوغندا، قالت وسائل إعلام جزائرية نقلا عن "مصادر مؤكدة" أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "اعتمد رسميا ستة ملاعب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى في المغرب سنة 2025 فيما تم رفض اعتماد ملعب مركب الشيخ لغضف بالعيون المحتلة"، رغم أن المغرب لم يضم ملعب مدينة العيون الذي لا يستجيب لمعايير الكاف للملف منذ البداية.

وفي نهاية شهر شتنبر الماضي قالت وسائل إعلام جزائرية إن تقريرا للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، تحدث عن إغراق دول المجموعة بأدوية مزورة، تنتج في مصانع سرية في المملكة، رغم أن التقرير لم يتحدث نهائيا عن مصانع سرية لصناعة الأدوية في المغرب، كما لم يتحدث عن إغراق دول المجموعة بأدوية مزيفة مغربية.

وقبل ذلك اتهمت جريدة "الشروق" المغرب، بالتسبب في انتشار الحشرة القرمزية في البلاد، وقالت إن هذه الحشرة جلبها مستثمر مغربي.

كما قام الإعلام الجزائري في العديد من المناسبات بنقل أخبار كاذبة عن قضية الصحراء، بداية بـ"الاختراقات العسكرية" لجبهة البوليساريو على طول الجدار الرملي المغرب، وصولا إلى الترويج لعدول إسبانيا عن دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء...

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال