القائمة

أخبار

دياسبو #309: ميمون قدوري.. رحلة مهاجر من الجزائر إلى المغرب ثم فرنسا لصعود منصة التتويج في رياضة الكاراتيه

ولد البطل المغربي في رياضة الكاراتيه ميمون قدوري في الجزائر ثم انتقل للعيش في المغرب، ومنه إلى فرنسا، حيث برزت موهبته في هذه الرياضة القتالية، وفاز بعدة ألقاب، ويفكر الآن في نقل خبرته وشغفه بهذه الرياضة إلى أبناء وطنة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

رأى ميمون قدوري النور بالجزائر، لكن سرعان ما انتقل إلى المغرب رفقة والدته وأقام في مدينة وجدة، فيما هاجر والده الذي كان يشتغل بالجارة الشرقية في المناجم إلى فرنسا. وترعرع ميمون الذي يبلغ من العمر الآن 59 سنة، وتلقى تعليمه بالمغرب إلى أن بلغ من العمر 13 عاما، والتحقت الأسرة بالأب.

عندما هاجر إلى فرنسا، وجد نفسه في بيئة مختلفة تماماً. ومع ذلك كانت رياضة الكاراتيه التي دأب على ممارستها منذ الصغر تشغل تفكيره. وبدأ في البحث عن أماكن لممارسة هوايته المفضلة، والتواصل مع محترفين ومدربين متخصصين في مدينة ستراسبورغ التي كان يقيم بها.

وبالموازاة مع المدرسة، التحق بنادي SAK للكاراتيه، غير أن احترافه وانغماسه في هذه الرياضة التي أخذت جل وقته، دفعه إلى مغادرة مقاعد الدراسة، والتفرغ أكثر للتدرب والمشاركة في المنافسات.

وقال الرياضي المغربي في تصريح لموقع يابلادي "في صغري كنا نشاهد أفلام بروسليه كثيرا، وكنت مولوع بها، وبدأت أطلب والدتي السماح لي بالانخراط في إحدى النوادي في المدينة. هذه الرياضة بالنسبة لي ليست بمثابة رياضة فقط، بل تعلمت منها احترام الذات والآخر بالأخص".

وبالموازاة مع الرياضة، اشتغل ميمون كفني تركيب أجهزة التدفئة، حيث حصل على دبلوم في هذا المجال. ولم تبعده هذه المهنة  عن رياضة الكراتيه التي كان يعتبرها أمرا لا يمكن التخلي عنه.

تألق ميمون في مجموعة من البطولات، منها الراين الأسفل عام 1982، وألزاس عام 1983، والشرق الكبير عام 1984. لكن تألقه لم يقتصر على المستوى المحلي والجهوي فقط، بل توج ببطولة فرنسا للكاراتيه في السنوات 1986، 1987، 1988، 1990، و1994. ولم يكتف بذلك، بل استمر في الاهتمام بالكاراتيه وحصل على ترخيص لتدريب محبي هذه الرياضة.

"في سنة 1998 تم استقبالي من طرف السفارة المغربية في فرنسا، لتبليغي بتهنئة الملك الراحل الحسن الثاني وذلك بعد فوز احد المغاربة الذين كنت اشرف على تدريبهم، هذا الاستقبال والتهنئة كان بالنسبة لي بمثابة عربون اعتراف".

ميمون قدوري

وكان ميمون قد ولج عالم التدريب سنة 1996، داخل نفس النادي الذي كان يلعب في صفوفه، وبقي في ذات المنصب إلى غاية سنة 2022.

وقال "أنا بصدد جمع الوثائق اللازمة والبحث أكثر في الموضوع من أجل الحصول على الترخيص وافتتاح ناد خاص بي"، وتابع "في انتظار ذلك، أنا حاليا أدرب في  نادي راسينغ، وهو ناد كبير يضم مجموعة من الرياضات، أشرف على تدريب أشخاص من جميع الجنسيات، يجمعهم حب الرياضة".

وميمون أب لأربعة أبناء، كان حريضا على نقل أساسيات هذه الرياضة القتالية إليهم منذ أن كانوا في سن صغيرة. قادهم بروح الصبر والتفاني نحو تحقيق أحلامهم الرياضية، وكانت قاعة التدريب تمثل مسرحاً لنموهم البدني والعقلي.

لكن ومع مرور السنوات، اختار كل منهم طريق مغايرا عن الطريق الذي سلكه والدهم، باستثناء ابنة واحدة له هي من واصلت المشوار إلى النهاية وتوجت بعدة بطولات، قبل أن تقرر ترك عالم الرياضة جانبا والاهتمام بدراستها.

ويخطط ميمون خلال الأيام المقبلة لزيارة المغرب، والقيام بجولة على مجموعة من النوادي المتخصصة في الكراتيه، في إطار مشروع تبادل الخبرات بين الرياضيين في فرنسا والمغرب بالإضافة إلى تنظيم مسابقات.

يعتقد ميمون أن الرياضة هي وسيلة لبناء جسور التواصل بين الثقافات، كما يرى أنها تجمع الناس وتكسر الحواجز الثقافية وتعزز التفاهم المتبادل.

كما يخطط لافتتاح نادي بالمغرب، وقال "هذا حلم أطمح لتحقيقه في المستقبل القريب"، ويريد أن يجعل من هذا النادي وسيلة لنقل شغفه وحبه للكراتيه إلى الأجيال الجديدة في وطنه الأم. وأوضح "أريد أن أساعد الشباب المغربي على تحقيق أحلامهم في رياضة الكاراتيه. أريد أن أقدم لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم وتحقيق النجاح.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال