القائمة

أخبار

قضية الصحراء: الرئيس الجديد على خطى سلفه.. نيجيريا تبتعد عن حلف الجزائر – جنوب إفريقيا

يسير الرئيس النيجيري الجديد بولا أحمد تينوبو، على خطى سلفه فيما يخص قضية الصحراء، إذ تجنب توجيه الدعوة لجبهة لبوليساريو من أجل حضور احتفالات ذكرى الاستقلال، كما تجنب الحديث عن نزاع الصحراء في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

نشر
الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو
مدة القراءة: 3'

احتفلت نيجيريا يوم أمس الأحد بالذكرى الـ63 لاستقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني، وحضر الاحتفالات التي ترأسها قائد البلاد بولا أحمد تينوبو، دبلوماسيون من عدة دول، من بينها المملكة المتحدة، والمغرب، والهند، وتركيا، وبوروندي، وأيرلندا، والرأس الأخضر، وكوت ديفوار، والأرجنتين، وبولندا، وجنوب أفريقيا، وكينيا.

فيما لم تُوَجَّه الدعوة لجبهة البوليساريو، التي يحرص زعيمها على حضور الأعياد الوطنية للدول التي تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" دائما، وتولي وسائل الإعلام التابعة للانفصاليين، أهمية كبرى لحضوره في هذه الاحتفالات، وتقدم ذلك على أنه اعتراف بـ"مكانة" الجبهة الانفصالية و"جمهوريتها" في العالم.

وفي كلمته بالمناسبة تعهد أحمد تينوبو، بالعمل على تعزيز الديمقراطية في بلاده، قائلا إن تعددية الثقافات والأعراق التي حبا الله بها شعب نيجيريا، يجب أن تكون عامل بناء مشتركا من أجل المستقبل.

وقبل سنة 2016، كانت نيجريا إلى جانب الجزائر وجنوب إفريقيا من بين أبرز داعمي الجبهة الانفصالية في القارة الإفريقية، وتعترف أبوجا ب"الجمهورية الصحراوية" منذ سنة 1984، وذلك في سياق الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي.

وبعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لهذا البلد الإفريقي في 2016، تغيرت الأمور، وبدأت نيجيريا تنآى بنفسها عن حلف "الجزائر- بريتوريا" الداعم لجبهة البوليساريو.

آنذاك فضلت نيجيريا تغليب مصالحها الاقتصادية مع المغرب، وتم توقيع اتفاقية بين المكتب الشريف للفوسفاط و"دانغوت أندوستريز ليمتد" من أجل تطوير منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، وفي أكتوبر 2022، افتتحت مجموعة OCP مصنعها الأول للأسمدة في منطقة كادونا الصناعية الزراعية الخضراء.

كما اتفق البلدين على مشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري باتجاه أوروبا انطلاقا من المغرب، وسيمتد أنبوب الغاز من حقول نيجيريا النفطية، مرورا عبر بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال و موريتانيا إلى المغرب ثم أوروبا.

بولا أحمد تينوبو يسير على نهج سلفه محمد بوخاري

وخلال حملته الانتخابية أرسل الرئيس الحالي للبلاد أحمد تينوبو، إشارات تؤكد سيره على نهج سلفه، إذ سبق له أن تحدث في خطاب أمام أنصاره خلال شهر يونيو الماضي، عن إعجابه بالمغرب، وعبر عن أمله في بناء دولة في نيجيريا "مثل الأمة المغربية"، وقدم مجموعة من الوعود وقال إنه سيعمل على تحقيقها، من أجل وضع البلاد في المسار الصحيح.

وبعد يوم واحد من إعلان فوزه بالانتخابات، وجه له الملك محمد السادس برقية تهنئة، أعرب له فيها "عن عزمه الأكيد على المضي قدما في العمل سويا من أجل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية وتوسيع التعاون الثنائي ليشمل قطاعات جديدة وواعدة تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وتسهم في تنمية واستقرار ووحدة القارة الإفريقية".

وقبل أيام وخلال خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاهل الرئيس النيجيري، الحديث عن نزاع الصحراء، وعبر بالمقابل عن تضامنه مع المغرب بعد الزلزال لذي ضرب البلاد يوم 8 شتنبر الماضي.

وركز في كلمته على التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة الإفريقية، وتحدث عن الانقلاب العسكري في النيجر، وعن التطرف في منطقة غرب إفريقيا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال