في أول خروج له بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز يوم 8 شتنبر الجاري، وخلف آلاف القتلى والمصابين، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران إن الزلزال قد يكون "بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا".
ونقل بيان صادر عن اجتماع الأمانة العامة للحزب، مقتطفا من الكلمة الافتتاحية لعبد الإله بنكيران الذي قال "علينا أن ننتبه إلى أن من معاني "الرجوع إلى الله" ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا".
وتابع "ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي".
وأضاف "لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها".
وأكد بنكيران أن "الحزب مطالب بالحفاظ على هويته والتشبث بمرجعيته وتميزه، لاسيما في ظل ما تعرفه الساحة السياسية الوطنية التي ابتليت ببعض الأحزاب التي لا تتنافس -إلا من رحم ربك- في خدمة المواطن والمصلحة العامة بقدر ما تتنافس على جلب المناصب والمصالح الذاتية ولذوي القربى".
وزاد قائلا "تظل المؤسسات الأخرى من حكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وغيرها غائبة وعاجزة عن القيام بواجبها، وذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين".
وبعد ساعات من صدور بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أعلن الوزير السابق عبد القادر اعمارة استقالته من الحزب، وكتب في تدوينة مقتضبة على صفحته في الفايسبوك "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة و التنمية فإني أعلن عن استقالتي من الحزب و كل هيآته منذ هذه اللحظة".
فيما رد الوزير السابق عن حزب العدالة والتنمية محمد يتيم على بنكيران، بإعادة نشر تدوينة للقيادي بالحزب محمد أمحجور جاء فيها "لو كان "الزلزال" يقينا فاعلا سياسيا، ولو كان من القطعي أن الله يعاقب مباشرة الانحرافات السياسية بالزلازل والبراكين، لكان أولى أن يضرب الزلزال حيث يقيم أهل الساسة ومحترفوها، ولكان من "المنطقي" ألا يكون مركزه دواوير نائية تخفف أهلها من كثير من الفساد بساطة وشظف عيش وتدينا فطريا وابتعادا عن الموبقات التي تنتشر في حواضر لم يصبها الزلزال".
وتابع "مؤسف أن نترك السياسة وقضاياها وحقائقها جانبا ونتيه في "اللاهوت".. مؤسف ومؤلم".