القائمة

أخبار

زلزال الحوز: سيدة مغربية تتهم جريدة فرنسية باستغلال صورتها وتزييف كلامها وتهدد باللجوء إلى القضاء

بعد تداول صورة لها على صدر صفحتها الأولى دون الحصول على موافقتها، مع تحريف كلامها، طالبت المغربية ثريا صاحبة "صورة الزلزال الشهيرة" صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية بحذف الصورة، وهددت باللجوء إلى القضاء.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

هددت السيدة التي تم تداول صورتها وهي أمام بيتها المدمر جراء زلزال الحوز، على نطاق واسع، باللجوء إلى القضاء الفرنسي، ضد صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، التي نشرت صورتها على صفحتها الأولى مرفوقة بعنوان "أغيثونا نحن نموت في صمت"، وذلك في حال لم تتم الاستجابة لمطلب محاميها بحذف الصورة المعنية.

وبحسب بلاغ موقع من طرف مراد العجوطي، عضو هيئة المحامين في الدار البيضاء والمحامي الفرنسي، روبين بنسارد، عضو هيئة المحامين بباريس، توصل موقع يابلادي بنسخة منه، فإنه خلال التقاط الصورة، كانت السيدة التي تدعى ثريا تصرخ "عاش الملك"، على عكس ما نقلته الصحيفة الفرنسية، وهو ما "يوثقه الفيديو الذي بحوزتنا، والذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي".

وجاء في البلاغ أن "صحيفة "ليبيراسيون" نسبت كلمات للسيدة المغربية لم تتفوه بها، وهو ما يشكل جريمة بث وتوزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة بهدف المس بسمعة الأشخاص والتشهير بهم حسب ما تنص عليه المادة 226-8 من قانون الجنائي الفرنسي، بالإضافة إلى انتهاك الخصوصية، وذلك من خلال نشر الصورة دون موافقة الطرف المعني الرئيسي.

واعتبر المحاميان، أن ما "يزيد من خطورة هذه الصورة المركبة، أنها جاءت في سياق معين، في أعقاب القرار الذي اتخذته المملكة المغربية برفض المساعدات من فرنسا، مما يوحي بأن السيدة ثريا ساركا تختلف مع سلطات بلدها".

وفي هذا السياق، يتابع البلاغ أن "موكلتنا اليوم، ترى نفسها أنها تمت إهانتها، واستغلالها بشكل غير عادل من قبل صحيفة "ليبيراسيون". لهذه الأسباب قمنا بإخطار هذه الصحيفة بإزالة هذه الصورة المركبة من موقعها الإلكتروني، ونشر اعتذار لصالح السيدة ثريا ساركا" وفي حال عدك التوصل بأي رد "مرضي، سيتم تقديم شكوى إلى المدعي العام في باريس".

وتأتي هذه الخطوة، بعد الجدل الذي أثارته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، وذلك بعدا أرفقت مقالها، الذي نشرته يوم 11 شتنبر، للحديث عن مكافحة الإغاثة والمساعدات الدولية للوصول عقب الزلزال الذي ضرب الحوز يوم 8 شتنبر.

ومن خلال الصورة التي التقطها أحد مصوري وكالة الأنباء الفرنسية، في اليوم الثاني من الزلزال بمراكش، ونشرتها الصحيفة الفرنسية، فقد أعطت انطباعا على أن السيدة المغربية البالغة من العمر 55 عاما، كانت تبكي وتصرخ بعد تأخر المساعدات الإنسانية. ليتضح من خلال شريط تم تداوله للسيدة ثريا، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تصرخ وخلفها حائط تأثر من شدة الزلزال بالإضافة إلى انهيار جزء منه، "عاش الملك، عاش سيدنا".

وفي توضيح جاء على لسان، ألكسندرا شوارتزبرود، نائبة مدير صحيفة، قالت "لا ليبراسيون"، إن اختيار هذه الصفحة الأولى، يعتمد على اختيار صورة وعنوان، مؤثرين قدر الإمكان للحديث عن المأساة وتابعت "في اجتماع التحرير نبحث عن أقوى الصور التي قد تلفت الانتباه وهذه الصورة كانت الأبرز. فهي تقول كل شيء: نرى المرأة الحزينة التي تحمل المأساة على وجهها، أما العنوان فهو يحكي واقع الدراما. أما المقترحات الأخرى فقد بدت ضعيفة مقارنة بحجم المأساة، وبدت هذه الجملة القوية هي الأبرز. صحيح أنها ليست هي من تقول ذلك، لكن هذه الصورة تظهرها وهي مدمرة".

وعبرت عن أسفها لأنه "لم يتم إبلاغنا في أي وقت من الأوقات أن هذه السيدة كانت تصرخ عاش الملك كان على وكالة فرانس برس توضيح ذلك".

وسبق للمجلس الوطني للصحافة أن تقدم بشكاية إلى مجلس الأخلاقيات بفرنسا ضد جريدتي "شارلي إيبدو" و"ليبيراسيون" بسبب خرقهما "لأخلاقيات العمل الصحفي" خلال تعطيتهما لزلزال الحوز الذي ضرب المملكة يوم 8 شتنبر الماضي.

وأكد المجلس أن الصحيفة قامت بخرق أخلاقيات الصحافة، على عدة مستويات، أولها نشر صورة على الغلاف، لسيدة مسنة، من ضحايا الزلزال، ومصاحبتها بتصريح لم تدل به، ونشر أخبار كاذبة وتزوير الحقائق.

وأضاف المجلس أنه من المعروف في مبادئ أخلاقيات الصحافة أن التعامل مع ضحايا الكوارث الإنسانية، يكون مشروطا بعدة احترازات، من أهمها عدم استغلال صورهم قصد الإثارة الرخيصة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال