القائمة

أخبار

عادل الطيبي.. متسلق مغربي ينجح في الوصول لثاني أعلى قمة جبل في العالم وأخطرها

بعد تسلقه العديد من القمم في العالم، تمكن المتسلق المغربي عادل الطيبي من الوصول إلى ثاني أعلى  وأخطر قمة جبلية في العالم، وذلك في إطار التحدي الذي أطلقه سنة 2019، والذي يطمح من خلاله إلى الوصول إلى القمم السبع في العالم.

نشر
عادل الطيبي
مدة القراءة: 3'

كانت رحلة عادل نحو قمة جبل "ك2" الباكستاني الواقع قرب الحدود الصينية، مليئة بالتحديات والمصاعب، بدءا من انخفاض درجات الحرارة الشديدة إلى العواصف الجليدية المفاجئة، من الطرق الصعبة إلى التضاريس الوعرة، ومن ندرة الأكسجين إلى مشاهد قاسية لمتسلقين فقدوا حياتهم دون بلوغ القمة، لكنه لم يفقد الأمل ولم يتراجع، ولأن إرادته كانت قوية وهدفه واضحا، تمكن من تحقيق ما يبدو للكثيرين أمرا مستحيلا.

استعد عادل الطيبي البالغ من العمر 42 سنة، وهو مهندس دولة بوزارة التجهيز والماء، رفقة أحد أصدقائه، لمدة شهرين لتسلق جبل "ك2" الذي يعتبر ثاني أعلى قمة في العالم، ويوجد ضمن سلسلة جبال الهيمالايا، وبالتحديد كاراكورام.

ويمتلك عادل تجربة كبيرة في تسلق الجبال، وكانت بداياته سنة 1995 بقمة بوحياتي بإقليم خنيفرة، وسبق له أن نجح في الوصول إلى قمة جبل إيفرست، وهي الأعلى في العالم، كما تسلق قمما أخرى من بينها قمة جبل دينالي بسلسلة جبال ألاسكا الأمريكية، وهي أعلى قمة في أمريكا الشمالية، وصعد أيضا إلى أعلى قمة إفريقية وهي قمة جبل كيليمانجارو المتواجدة شرق تانزانيا، بالإضافة إلى أعلى قمة في أوروبا وهي قمة جبل البروس في القوقاز بروسيا، وكذا أعلى قمة بأمريكا الجنوبية وهي قمة جبل أكونكاجوا المتواجدة بالأرجنتين.

وتندرج المغامرة الأخيرة لعادل الطيبي في إطار التحدي الذي قرر رفعه منذ سنة 2019 والمتمثل في خوض غمار تجربة تسلق أعلى سبع قمم عبر العالم.

وفي حديثه لموقع يابلادي استرجع عادل الطيبي ذكريات إنجازه الأخير بجبل "ك2" وقال "وصلت إلى الباكستان يوم 14 يونيو وغادرتها يوم 5 غشت"، وواصل "عملية الصعود تتكون من عدة مراحل استغرقنا شهرين للوصول إلى القمة".

ووصف قمة "ك2" بأنها "من بين أخطر القمم التي يمكن تسلقها في العالم، حيث لقي مجموعة من الأشخاص مصرعهم وهم يحاولون الوصل إليها"، وقال "عند صعودنا كنا نمر بجثث متسلقين لقوا مصرعهم اثناء الصعود".

وأكد المتسلق المغربي أن هذا "الجبل معروف بصعوبته مقارنة مع القمم الأخرى، إذ أنه يشتهر بكثرة وفيات متسلقيه، حيث تشير إحصائيات 2019 إلى أنه من بين أربعة متسلقين، متسلق واحد يفقد حياته".

"قمت بهذه المغامرة أنا ومغربي آخر، وصل إلى علو 8100 متر وقرر العودة، لم يستطع المتابعة بسبب انخفاض درجة الحرارة والتي وصلت إلى ما دون 37 درجة".

عادل الطيبي

وتابع أن "هذا الأمر حفزني أكثر، شعرت بالمسؤولية لإيصال علم المغرب إلى القمة"، وواصل أن المخاطر التي واجهها كانت تتمثل في "الانهيارات الجليدية، والحفر، وسقوط الأحجار"، وأشار إلى أن عملية الصعود تتم بالاستعانة بحبل، مشيرا إلى "أن نسبة الأوكسجين قليلة، وكل متسلق يحمل بالكاد ما يكفيه، وهو ما يجعل مساعدة الآخرين في الطريق نحو القمة أمرا يكاد يكون مستحيلا".

"على علو 8200 متر صادفت حالة وفاة لشخص باكستاني، وقفت بعض الوقت للتكلم مع اصدقائه في هذا المنعرج الخطير جدا والذي شهد في السنوات السالفة وفاة العديد من المتسلقين. فكل المتسلقين يعلمون ان بعد 7500 متر نصبح في منطقة الموت، ومساعدة اي شخص آخر تعني المخاطرة بحياتك، خصوصا وأن كمية الأكسجين محدودة".

عادل الطيبي

ولم تكلف هذه المغامرة عادل الطيبي مجهودا بدنيا ونفسيا فقط، بل ماديا أيضا حيث اضطر إلى بيع سيارته والاستعانة بعائلته، في ظل غياب شركات راعية، من أجل جمع مبلغ تكلفة المغامرة التي تصل إلى 400000 درهم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال