قال معهد الشرق الأوسط في ورقة بحثية إنه خلال الشهر الماضي (27-28 يوليوز)، أثناء القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدت في سانت بطرسبرغ، اقترب المغرب خطوة نحو التعاون النووي مع الاتحاد الروسي من خلال التوقيع على اتفاقية مع شركة تابعة لشركة روساتوم الروسية للطاقة النووية المملوكة للدولة.
روسيا والمغرب
وأوضح المعهد الذي يتخذ من العاصمة الأمريكية مقرا له، أنه في 27 يوليو 2023، وقعت الشركة المغربية لحلول المياه والطاقة مذكرة تفاهم مع شركة روساتوم سمارت يوتيليتيز ، وهي شركة تابعة لشركة روساتوم للطاقة النووية المدنية الروسية، بهدف تطوير محطات تحلية المياه في المغرب باستخدام تكنولوجيا روساتوم من أجل توفير المياه للزراعة والصناعة والاستهلاك البشري.
ولا تخضع الشركة الروسية لعقوبات الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وتم إضفاء الطابع الرسمي على مذكرة التفاهم على هامش القمة الروسية الإفريقية الثانية في سانت بطرسبرغ، حيث تعمل مذكرة التفاهم على تعزيز تفعيل مذكرة التعاون لعام 2017 ، الموقعة من قبل الحكومة المغربية وشركة روساتوم "كجزء من المشاركة الاقتصادية البطيئة والحذرة للرباط مع الكرملين في أعقاب زيارة الملك محمد السادس التاريخية إلى موسكو في عام 2016".
وأوضح المركز أن الحالة الهشة المتزايدة للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ترجع في المقام الأول إلى ندرة المياه الشديدة في المنطقة، والتي تفاقمت بشكل متزايد بسبب تغير المناخ. تستهلك المستويات الحالية لإنتاج الأغذية الزراعية في معظم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 80٪ أو أكثر من إمدادات المياه.
وتركز الشركة المغربية التي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة تحلية المياه التابعة لشركة روساتوم، بشكل خاص على تطوير محطات تحلية المياه المتنقلة التي تعمل بالطاقة النووية لتوفير المياه العذبة عند الطلب في المواقع التي تعاني من الخصاص.
وفرة اليورانيوم بالمغرب والعلاقات مع واشنطن
وأوضح المركز الذي تأسس سنة 1946 أنه وفقًا للتقديرات الجيولوجية، تحتوي صخور الفوسفات المغربية على واحد من أكبر احتياطيات خام اليورانيوم في العالم، والذي يعتمد عليه في محطات الطاقة النووية، ويستخدم أكثر من 90٪ من الفوسفاط المستخرج في تصنيع الأسمدة الاصطناعية.
وتقوم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المملوكة للدولة، بتصنيع حمض الفوسفوريك، وهو منتج وسيط في صناعة الأسمدة الفوسفاطية التي يمكن استخلاص اليورانيوم منها، ويشير المركز إلى أنه في السنوات القليلة الماضية ، عكفت OCP على دراسة الدور الذي يمكن أن تلعبه استعادة اليورانيوم في استدامة عملياتها الخاصة.
وأدى الارتفاع العام في أسعار اليورانيوم إلى إعادة تنشيط الاهتمام باستخلاص اليورانيوم من حمض الفوسفوريك.
ورغم الاتفاقية الموقعة مع الشركة الروسية، إلا أنه يمكن للرباط بحسب الورقة البحثية أن تتوجه أيضا إلى واشنطن، التي تعمل حاليا على تطوير قدراتها في تكنولوجيا الجيل الرابع للطاقة النووية، من خلال تصميم وإنتاج المفاعلات الدقيقة المتنقلة.
ويُطلق على برنامج الحكومة الأمريكية لتطوير نموذج أولي لمفاعل صغير متنقل اسم "مشروع بيليه"، ومن المتوقع أن يخضع المفاعل الميكروي المتنقل التابع لمنظمة SCO بقدرة 1-5 ميجاوات لعمليات الاختبار في عام 2024 في مختبر أيداهو الوطني.
ورغم أن النموذج الأولي لمفاعل بيليه مطلوب حاليًا ليتم عرضه داخل الولايات المتحدة فقط، فإن وزارة الدفاع ستقرر مستقبلا إمكانية الاستخدام التجاري له، خصوصا مع تزايد التداعيات الأمنية لتغير المناخ.
ورأى المعهد أنه يجب على واشنطن إشراك الرباط في إيجاد حلول لندرة المياه. وتابع "مع وجود الخيار النووي بالفعل كجزء من مخطط المغرب للحلول الممكنة لمعالجة ثلاثية الغذاء والماء والطاقة، يجب على البيت الأبيض النظر في كيفية إشراك الرباط كأحد أصحاب المصلحة في نشر تكنولوجيا الطاقة النووية المحمولة من الجيل الرابع للولايات المتحدة".