نظر مجلس الدولة الذي يعد أعلى سلطة إدارية في فرنسا، يوم أمس الإثنين في الدعوى التي رفعتها لاعبات كرة القدم المحجبات اللائي يطلق عليهن اسم "حجابي"، ضد قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بمنع ارتداء الحجاب أثناء المباريات.
وأثناء الجلسة، طلب المقرر العام كليمان مالفيرتي، الذي يتم اتباع رأيه بشكل عام، بأن يقوم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بتعديل قوانينه، والسماح للاعبات المحجبات بالمشاركة في المباريات، وسيتخذ مجلس الدولة قراره في غضون ثلاثة أسابيع.
وطعنت مجموعة حجابي في المادة 1 من لوائح الاتحاد الفرنسي لكرة لقدم التي تحظر منذ عام 2016 على اللاعبين "ارتداء ما يُظهر الانتماء السياسي أو الفلسفي أو الديني أو النقابي".
واعتبر المقرر العام أنه إذا كان قد يتم طرح السؤال بالنسبة للاعبي المنتخب الفرنسي، لأنهم يمثلون "الأمة" ويضطلعون "بمهمة الخدمة العامة"، فإنه "خلاف ذلك أكثر قابلية للنقاش" بالنسبة للاعبين الآخرين المرخص لهم من طرف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
وذكر "بالتمييز الأساسي" بين موظفي الخدمة العامة، الذين ينطبق عليهم مبدأ "الحياد"، والمستخدمين "الأحرار" في التعبير عن قناعاتهم طالما أنهم لا يخلون بالنظام العام. وقال إنه لا يوجد "استفزاز" في مجرد ارتداء الحجاب.
فيما قال محامي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إنه كان من الضروري "تكريس شرط الحياد لجميع اللاعبين"، معتبرا أن الرياضيين يميزهم فقط لون القميص.
فيما قالت مجموعة "حجابي" إن "حرية التعبير اكتسبت أرضية" في الرياضة منذ أن "رفع تومي سميث وجون كارلوس قبضتيهما" في مكسيكو سيتي عام 1968 احتجاجًا على التمييز العنصري في الولايات المتحدة، وأشارت بشكل خاص إلى "الركبة على الأرض" ، وهي علامة على دعم حركة Black Lives Matter ، التي انتشرت في العديد من المسابقات الرياضية، ولا سيما بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2021.
وتابعت "ليس هناك "شرط الحياد" للاعبي كرة القدم، وكرة القدم "مليئة" بعلامات الانتماء الديني ، وقدمت مثالا باللاعبين الذين يرسمون علامات الصلبان عند دخولهم الملعب، أو الذين يضعون وشوما على أذرعهم، وأشارت إلى أن الفيفا و "جميع الاتحادات الرياضية العالمية" تجيز ارتداء الحجاب.
وعبرت محامية المجموعة مي ماريون أوجييه عن أملها في أن يعتمد مجلس الدولة، عند اتخاذ قراره، على "القانون، ولا شيء سوى القانون" دون أن يتأثر "بالسياسة".
وقالت فوني دياوارا، رئيسة مجموعة حجابي "معركتنا ليست سياسية وليست دينية، إنها تتعلق بالرياضة والرياضة فقط". وتابعت "هناك نساء يتم استبعادهن في نهاية كل أسبوع من الملعب لأنهن يرتدين الحجاب...، كل ما نريده هو لعب كرة القدم".
يذكر أنه سبق لمجلس الشيوخ الفرنسي، أن صوت في يناير من السنة الماضية لصالح تعديل ينص على "حظر ارتداء الرموز الدينية" خلال الفعاليات والمسابقات التي تنظمها الاتحادات الرياضية، بأكثر من 160 صوتًا مؤيدًا من مختلف كتل اليمين واليمين المتطرف مقابل 143 صوتًا رافضًا للحظر، وهو التعديل الذي ألغته الجمعية الوطنية، التي تسيطر عليها أغلبية من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون.