يشغل المغربي محمد عبوي منصب المدير المالي لشركة مجد فود (عائلة الحكير) بالمملكة العربية السعودية، وذلك بعد خبرة في عالم الإدارة والمال والأعمال استمرت لأكثر من عقدين من الزمن في عدة دول.
ومحمد عبوي من مواليد مدينة الرباط في 30 شتنبر 1971، وتلقى تعليمه بالمدارس الحكومية المغربية، وفي سنة 1990 حصل على شهادة البكالوريا تخصص المحاسبة من ثانوية الليمون بالرباط، لينتقل بعد ذلك إلى جامعة محمد الخامس بالعاصمة لدراسة الاقتصاد، وبالموازاة مع ذلك توجه إلى المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية وبعد سنتين من الدراسة به (1993-1995) حصل على دبلوم في المحاسبة، بعد أن احتل المرتبة الأولى في دفعته، وبعد سنة من ذلك حصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية، ومن أجل تقوية معارفه أجرى عدة تداريب.
وفي سنة 1997، وأثناء تدريب داخل جماعة يعقوب المنصور، طالع تقريرا من إنجاز مكتب دولي للتدقيق يدعى KPMG، وقرر التقدم بطلب لإجراء تدريب في المكتب، وفي سنة 1998 تم قبول طلبه، وبعد أشهر وقع أول عقد عمل له مع المكتب.
آنذاك قرر محمد عبوي تطوير قدراته، وتسجل في ماستر تسيير الأعمال في جامعة بوردو بفرنسا، وقال في حديثه مع موقع يابلادي "هذا القرار شكل تقطة تحول في مساري، كنت أخصص كامل مرتبي لدفع تكاليف الدراسة، كما أن والدي كان يساعدني ماليا، هذا الدبلوم فتح الأبواب أمامي".
وبعد حصوله على الدبلوم استمر محمد في العمل في مكتب التدقيق، وفي سنة 2000 تم إرساله إلى باريس في إطار برنامج لتبادل الخبرات، وهناك اشتغل ضمن فريق عمل على مشروع كبير لشركة فرنسية كانت تعمل على تأسيس بنك جديد.
وقبل توجهه إلى فرنسا التي قضى بها سنة واحدة، تعرف على زوجته مجيدة هلول، التي قررت التخلي عن مسارها المهني، والسفر معه، وفي سنة 2002 رزق بابنته الأولى مروى.
بعد ذلك قرر التقدم لمباراة خاصة بالمدققين أعلن عنها بنك المغرب، وكان من بين سبعة أشخاص، تمكنوا من اجتيازها بنجاح، واشتغل لمدة ثلاث سنوات مع بنك المغرب، وعمل على مشاريع كبرى، منها المنتوجات المطابقة للشريعة الإسلامية، وتدقيق حسابات البنوك.
وقال "كانت الأمور جيدة، كان المنصب مريحا ماديا ومهنيا"، لكن في سنة 2006، توفي والد محمد عبوي وهو ما قلب حياته رأسا على عقب، وقال "كان والدي بمثابة صديق مقرب لي، لم أستطع مواصلة العمل، طلبت إجازة بدون مرتب، لكنهم رفضوا ذلك، وقدمت استقالتي، واضطررت لقبول عرض عمل في الإمارات، وهنا بدأت قصتي مع الهجرة".
"الهجرة لم تكن أبدا ضمن مخططاتي، لأن عملي في بنك المغرب كان رائعا جدا، لكن فقدان الأب دفعني لتغيير الأجواء، والتحقت بمجموعة الشلهوب كمحلل مالي براتب أقل من راتبي في بنك المغرب، وكان من بين أسباب قبولي بالعرض هو رغبتي في اختبار مؤهلاتي في بيئة لا تتحدث الفرنسية، وإنما الإنجليزية".
ونظرا لخبرته ومؤهلاته، قررت المجموعة التي تنشط في مجال العطور والألبسة والديكورات الفاخرة، بعد ثلاثة أشهر ترقيته ليشغل منصب مدير مالي، وقال "كنت ضمن الفريق المالي الذي يشرف على المجموعة إلى غاية 2016، بحكم شغلي سافرت إلى العديد من الدول في آسيا وأوروبا وإفريقيا".
وأضاف "في 2016، شعرت أن الشركة ليس لديها ما تقدمه لي من حيث التسلسل الوظيفي، وحصلت على عرض للاشتغال في شركة سعودية كبرى ولم أرفضه، الكثير رأى في ذلك مغامرة، ولكن النجاح يتطلب المغامرة، والخروج من منطقة الراحة".
"وفي 2016، كانت الوجهة الرياض رفقة أسرتي، نحو واحدة من أكبر الشركات وهي شركة فواز الحكير للأزياء، والآن اسمها سينومي هي شركة مدرجة في البرصة، واشتغلت بها كرئيس تنفيذي للشؤون المالية للمجموعة، كان منصبا كبيرا وبه مجموعة من التحديات، ولكن الحمد لله اشتغلت معهم أربع سنوات، والأرقام تؤكد أنها أحسن مراحل الشركة".
وتملك هذه المجموعة أكثر من 2000 متجر في َ100 مركز تسوق في 14 دولة، ونتيجة لعمله في المجموعة فاز بجائزة أحسن مدير مالي في السعودية في 2018 بالقطاع الخاص، في 2019 فاز رفقة فريقه بأحسن تنفيذ استراتيجي في القطاع الخاص بالسعودية.
وقال "تجربتي مع الشركة كانت رائعة جدا، منحتني فرصة للالتحام بمؤسسات الائتمان والصحافة"، حيث تلجأ إليه كبريات وسائل الإعلام مثل بلومبورغ ورويترز وأرقام، للحصول على تحليلاته وقراءاته.
وفي سنة 2019، توفيت والدته، وقال "قررت العودة للمغرب وترتيب الأولويات"، لكن مجموعة الحيكر ارتأت عدم التفريط في كفاءته، وقررت سنة 2020 تعيينه في منصب مدير عام لعملياتها بالمغرب، في مجال قطاع الألبسة والأحذية والأكسسوارات.
وقال "كنت أنوي الاستقرار في المغرب بعد 17 سنة قضيتها في الخارج، كنت دوما أحرص على زيارة المغرب في كل المناسبات".
لكن وفي نونبر 2022، طلبت منه المجموعة الالتحاق بمقرها في السعودية، لمساعدتها في اقتحام مجال جديد، هو المطاعم الراقية، وأسند إليه منصب المدير التنفيذي المالي، وعاد إلى السعودية، وترك أولاده الأربعة وزوجته في المغرب، ويخطط لأن يلتحقوا به مستقبلا".
"في شهر شتنبر سأبلغ 52 من العمر، وأعتقد أنني راكمت تجربة كافية، لذلك أطمح لتولي منصب الرئيس التنفيذي، داخل شركة الحكير أو خارجها، أنا أقترب من الهدف، وهناك بوادر أنه في 2024 سأضيف هذا المنصب لمساري".
وأنهى حديثه قائلا "أريد مساعدتي بلدي، ارتباطي بالمغرب قوي، ولا أملك أي استثمار خارج المغرب، نصحني البعض ألا أضع بيضي في سلة واحدة، لكن لا أعتبر المغرب سلة، كل ما وصلت له يعود فيه الفضل للمغرب، دراستي كلها كانت في المدارس الحكومية. أطمح قبل تقاعدي للعمل مع هيئة حكومية في المجال الاجتماعي أو المالي، أسعي لأن تتاح لي فرضة كي أساعد وطني".