تدرس الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وذلك بعد مرور أكثر من سنتين ونصف على تطبيع البلدين علاقاتهما الدبلوماسية.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة رويترز، إن اتخاذ إسرائيل موقفا فيما يتعلق بالصحراء الغربية قد يؤدي إلى ترقية كاملة لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب لتتحول بعثاتها الدبلوماسية وهي مكاتب اتصال معينة حاليا إلى سفارات مع احتمال أن يحمل المستقبل إبرام اتفاقية تجارة حرة.
وامتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق. لكن مصدرا في حكومة نتناياهو قال إن مجلس الأمن القومي يناقش الأمر.
ويوم أمس أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالرباط، مباحثات مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي.
وبحسب بلاغ للخارجية المغربية فقد استعرض الجانبان، خلال هذه المباحثات، سلسلة من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ونوه بوريطة وهنغبي بالدينامية المطردة لتعزيز التعاون بين المملكة وإسرائيل في جميع المجالات، ولا سيما الأمني منها.
ونهاية شهر ماي المنصرم، قالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف خلال مقابلة لها مع قناة i24NEWS العبرية، ردا على سؤال حول موقف إسرائيل بخصوص نزاع الصحراء، إن "إسرائيل تتفهم أهمية هذه القضية بالنسبة للمغاربة، والعلاقات مع المغرب لها أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل وأنا على يقين من أن الحكومة ستتخذ موقفا بشأن هذه القضية قريبا جدا".
وسبق لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن نقل بداية السنة الجارية، عن أربعة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين معنيين بشكل مباشر بهذه القضية، أن المغرب ربط خلال الأشهر الأخيرة، "فتح سفارة في تل أبيب بالاعتراف الرسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية بسيادته على الصحراء الغربية".
وخلال زيارتها للمغرب في يونيو الماضي، صرحت وزيرة الداخلية الإسرائيلية آنذاك أييليت شاكيد أن إسرائيل تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية سرعان ما تراجعت عن بيان شاكيد قائلة إن "مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية هو تطور إيجابي".
وبعد أسابيع، زار وزير العدل الإسرائيلي آنذاك جدعون ساعر المغرب وقال إن الصحراء الغربية جزء من المغرب، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نأت بنفسها مرة أخرى عن تصريحه وكررت موقفها من النزاع.
ونهار اليوم قال رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، عقب مباحثات مع رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إنه يدعم مغربية الصحراء.
ومنذ توقيع الإعلان الثلاثي يوم 22 دجنبر 2020، وإسرائيل تسعى إلى تحويل مكتبي الاتصال إلى سفارتين، وكان وزير الخارجية السابق يائير لابيد، قد قال أثناء افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، في غشت سنة 2021، "إن إسرائيل والمغرب يعتزمان تطوير علاقاتهما الدبلوماسية وافتتاح سفارتين في غضون شهرين"، لافتاً، أنه اتفق مع الوزير بوريطة أن يتم ترفيع مستوى العلاقات مع الرباط إلى مستوى السفارات.
وفي شهر غشت من السنة الماضية، أعلن الرئيس السابق للبعثة الإسرائيلية لدى المغرب دافيد جوفرين، أنه تم توقيع عقد بناء مقر السفارة الإسرائيلية الدائمة في الرباط.