بعد أسبوعين من الاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى، توجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في زيارة مفاجئة إلى لشبونة، تدوم يومين، تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين.
وقالت جريدة الشروق المقربة من دوائر صنع القرار في الجزائر، إن تبون توجه إلى البرتغال "في مهمة لمحاصرة مناورات النظام المغربي"، مضيفة أن هذه الزيارة "لم يسبق أن أشارت إليها القنوات الدبلوماسية، أو تحدثت عنها وسائل الإعلام، كما هو حاصل مع زيارات أخرى مبرمجة".
وكانت البرتغال قد جددت خلال أعمال الاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى، المنعقد قبل أسبوعين في لشبونة، برئاسة مشتركة لرئيس وزراء البرتغال أنطونيو كوستا، ونظيره المغربي عزيز أخنوش، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، واعتبرتها "مقترحا واقعيا وجادا وموثوقا من أجل حل معتمد في إطار الأمم المتحدة لقضية الصحراء".
وقال تبون بعد لقائه بالرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا "تحدثنا مطولا عن الوضع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية وعن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعن ما يجري في الأراضي الأوكرانية بين دولة روسيا الصديقة وأوكرانيا الصديقة".
ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن الرئيس البرتغالي قوله "لدينا موقف ثابت يحترم دور منظمة الأمم المتحدة وقراراتها فيما يتعلق بالصحراء الغربية". فيما لم تشر الرئاسة البرتغالية والحكومة البرتغالية إلى حدود الآن للقاء.
وقالت جريدة الشروق إن الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل "ستكون فرصة للجزائر من أجل قطع الطريق على النظام المغربي الرامي إلى استدراج دولة أوروبية أخرى إلى مستنقع دعم مخططات الرباط التوسعية في المنطقة المغاربية، كما فعلت مع إسبانيا".
وتحاول الجزائر استعمال ورقة الغاز لاستمالة البرتغال التي تعتمد على 82 بالمائة من حاجياتها من هذه المادة من الجزائر.
يذكر أنه عقب الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال، وتجديد هذه الأخيرة التأكيد على دعهما لمقترح الحكم الذاتي، استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، السفير البرتغالي بالجزائر، لويس دي ألبوكويركي فيلوسو.
وجاء في بلاغ للخارجية الجزائرية أنه تم استعراض "جملة من القضايا الدولية و الجهوية ذات الاهتمام المشترك حيث عبرا عن ارتياحهما لتقارب وجهات النظر فيما يتعلق بمختلف التحديات وجددا تمسكهما بمبادئ الشرعية الدولية في تسوية النزاعات".
وخلال الآونة الأخيرة بدأت دول القارة العجوز تتخلى عن حيادها في نزاع الصحراء، حيث عبرت العديد من الدول ومن بينها إسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، علما أنه قبل سنوات قليلة كانت فرنسا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تقر بجدية المقترح المغربي، وتعتبره أساسا جيدا للتوصل إلى حل للنزاع.
وتحاول الجزائر، دفع باقي دول الاتحاد الأوروبي إلى عدم اتباع قرارات هذه الدول، معتمدة في ذلك على صادراتها من الطاقة.