فقد أثار نقاش مساء أمس خلال جلسة عمومية بمجلس المستشارين كثيرا من الجدل حول المستوى الذي وصل إليه ممثلو الأمة، فخلال نقاش حاد بين رئيس الجلسة فوزي بنعلال الذي ينتمي لحزب الإستقلال، والمستشار عن حزب "الأصالة والمعاصرة" العربي المحرشي، استعملت بعض الكلمات الخادشة للحياء، و احتدم النقاش خصوصا حينما خاطب الرئيس المستشار قائلا "انتهى الوقت وباراكة من الهضرة الخاوية"، ليجيب المحرشي قائلا بأن كلامه مسؤول و أن كلام الرئيس هو "الهضرة الخاوية" ثم خاطب الرئيس البرلماني قائلا "راحنا عارفين بعضياتنا، غير سير...خصك غير فين تشد سير بعد مني، وغادي نترأس، مالني غادي نمشي نضرب الغرزة ديال".
جدير بالذكر أن هذا الخطاب الذي بث مباشرة على شاشة التلفزة، جاء بعد بضعة أسابيع فقط على الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الذي دعا إلى صياغة ميثاق أخلاقي للنهوض بالممارسة البرلمانية، وحاول من خلاله الملك بحسب مراقبين إرسال إشارات سلبية تتعلق بأداء ممثلي الأمة في التشريع والرقابة والمساءلة، رغم أهمية الاختصاصات التي منحها لهم الدستور الجديد .
ولكن يبدو أن خطاب تخليق الحياة السياسية لا يمكن أن يصبح ذو جدوى دون تضمينه في قوانين ملزمة، فربما يحول ذلك دون استمرار الممارسات السياسية المشينة تحت قبة البرلمان.