استقبل مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء يوم الأربعاء 293 من المواطنين المغاربة قادمين من السودان عبر طائرتين للخطوط الملكية المغربية، وذلك على إثر الأوضاع الأمنية المتدهورة التي يشهدها هذا البلد.
وبهذه المناسبة، نوه العائدون، في تصريحات للقناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالتعليمات الملكية التي أعطاها الملك محمد السادس لتأمين عودتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف، ولإنقاذهم من الاشتباكات الدامية الدائرة بين عناصر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى بالبلاد. وأكدوا، في هذا الصدد، أن سعادتهم الغامرة بالعودة لبلدهم، مشيرين إلى أنه بمجرد ما وطأت أرجلهم أرض الوطن أنستهم فرحة العودة عناء السفر، وأحسوا بنعمة السلم والأمان التي تنعم بها المملكة.
كما ثمنوا عاليا المجهودات التي تبذلها مصالح سفارة المملكة المغربية بالسودان، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، التي قامت بتنظيم قافلة برية، في مرحلة أولى، انطلاقا من العاصمة الخرطوم في اتجاه مدينة بورت سودان الساحلية، مشيدين بحفاوة الاستقبال التي خصتهم بها السفارة، إذ تم إمدادهم خلال مقامهم بنقطة العبور بكل ما كانوا في حاجة له.
ونوه المواطنون المغاربة، من جهة أخرى، بخدمات الخطوط الملكية المغربية التي سهرت على استكمال عملية نقل الرعايا المغاربة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، مبرزين أن الطائرات المغربية كانت أولى الطائرات المدنية التي نزلت بمطار بورت السودان الدولي العسكري.
كما سجلوا أن هذه المحنة كانت فرصة لإبراز روح التضامن والتكافل الذي يعرف به المغاربة، خاصة وأن الوضع لم يكن يسمح بتنقلهم لقضاء أغراضهم الشخصية، معتبرين الأمن والأمان أهم من أي شيء في الحياة.
يشار إلى أن الرحلتين اللتين أمنتهما الخطوط الملكية المغربية، واللتين كان على متنهما 293 مسافرا (136 في الأولى و 157 في الثانية)، وجدا في استقبالهما، إلى جانب ممثلي وزارة الخارجية، كلا من عامل إقليم النواصر ومدير مطار محمد الخامس الدولي، بالإضافة إلى مختلف الأجهزة الأمنية التي رافقتهم حتى ركوبهم الحافلات المخصصة لنقلهم إلى منازلهم في مختلف ربوع المملكة.