القائمة

أخبار

دياسبو # 284: هلال تاركو الحليمي.. محام مغربي يدافع عن المهاجرين ضد العنصرية

بعد طفولة صعبة، هاجر المغربي هلال تاركو الحليمي إلى إسبانيا وهو في سن ال 21 ، وبها درس وولج مهنة المحاماة ليصير صوت الجالية المغربية ضد الأصوات العنصرية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

شاءت الصدف أن يغادر هلال تاركو الحليمي المغرب، في اليوم الوطني للمهاجر (10 غشت) من سنة 1989، ليستقر بمدينة تاراغونا الاسبانية، ويقرر الدفاع عن المهاجرين، والوقوف في وجه المتطرفين اليمينيين.

وينحدر المحامي هلال تاركو الحليمي من دوار أولاد سلطان بجماعة ثلاثاء ريصانة التابعة لإقليم العرائش، وقال في حديثه لموقع يابلادي إنه ينحدر من أسرة تتكون من ستة إخوة، مشيرا إلى أنه الوحيد من بينهم الذي شاءت الأقدار أن يلج حجرات الدراسة.

وأكد أن الصدفة وحدها هي التي جعلته يدخل إلى المدرسة، وقال "كنت متوجها رفقة إخوتي لرعي بقرتين كان يملكهما أبي، وكان أبناء خالي في طريقهم إلى المدرسة، وأخذوني معهم، عندما عدت في المساء، قال لي أبي هل أعجبتك المدرسة وقلت له نعم، وقال لي إذن تابع الدراسة".

ونال هلال شهادة الدروس الابتدائية وحصل على المرتبة الأولى، بعد ذلك كان عليه أن يغادر الدوار باتجاه مدينة العرائش، لمتابعة دراسته الاعدادية وقال "والداي فقراء ولم يكن بإمكانهما تحمل تكاليف دراستي، وعثرت أمي على سيدة لها ثمانية أبناء قبلت أن أقيم لديها، في منزلها الصفيحي الذي يفتقر للأساسيات".

"وفي السنة الموالية، علم والدي من معارفه بوجود خيرية تؤوي أبناء الفقراء، وتوجه إلى مديرها الذي قبل منحي مكانا آوي إليه، وبقيت داخلها إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 1987".

هلال تاركو الحليمي

بعد ذلك توجهت إلى تطوان و"ولجت إلى شعبة الدراسات الإنجليزية، وفي سنة 1989 غادرت الجامعة دون الحصول على الاجازة".

وتابع "بدأت فكرة الهجرة إلى إسبانيا تستحوذ على فكري، وكان الحصول على جواز السفر آنذاك، يتطلب الحصول على عدة وثائق، من بينها شهادة توثق أملاك والدي، وتوجهت إلى "المقدم" وطلبتها منه، وقال لي بنوع من الاحتقار، وهل يملك أبوك أي شيء؟ ورفض أن يسلمني الشهادة، وبعد تدخل رئيس الدائرة حصلت عليها".

ومباشرة بعد حصوله على جواز السفر، قرر التوجه إلى إسبانيا، ووصل إلى برشلونة، وقال "لم أكن أعرف أي شخص هناك، التقيت بالصدفة طالبا كان يدرس برفقتي في الجامعة، كنت أبيت في محطة القطار، وعرض علي أن أعمل في ملهى متنقل، وهو ما قبلته".

"وفي آخر أيام إقامتي القانونية (ثلاثة أشهر) اعتقلتني الشرطة، وأخبروني أنهم سيرحلونني، وعندما راقبوا جواز السفر، قالوا لي أمامك ساعتين لمغادرة البلاد طوعا، لكن هاتين الساعتين شاءت الأقدار أن تتحول لأكثر من 30 سنة".

هلال تاركو الحليمي

وغادر هلال المخفر، دون أن يعمل بوصية رجال الشرطة، وبدأ يعمل في الفلاحة والبناء، وكان ينام كما العادة في محطة القطار، وفي سنة 1991 حصل على أوراق الإقامة.

وفي نهاية التسعينات، صادف "إعلانا في تاراغونا لتعليم المهاجرين الاعلاميات، وبدأت أتوجه للدراسة في الجامعة، وأخبرتني سيدة هناك عن وجود دورة للوساطة الاجتماعية وحل المشاكل في مجال الهجرة، وتسجلت بها، علما أن عدد المستفيدين كان محدودا في 20 شخصا".

وأضاف "كنت آنذاك أعمل في أشغال البناء في أوقات الفراغ، وأبيت في محطة القطار، وأدرس في الجامعة، وقبل نهاية الدورة التي تبلغ مدتها سنة، أخبرتني إحدى المسؤولات عن وجود منصب شاغر لوسيط اجتماعي في مكتب جديد للهجرة، وقدمت ترشيحي وتم اختياري، وبدأت أعمل مع الإدارة، لكن مع مرور الوقت اكتشفت أن همهم كان هو جمع أكبر عدد من المهاجرين للحصول على الدعم، فقدمت استقالتي".

آنذاك عرضت عليه "سيدة سياسية العمل في بلدية تاراغونا، كوسيط اجتماعي، وقبلت العرض، واشتغلت على مشاكل الهاجرين، وخصوصا الأكل الحلال في المدارس والمستشفيات".

وكان المهاجر المغربي، يتلقى دعوات لتقديم محاضرات في الجامعة لها علاقة بالهجرة، وقال "عند نهاية المحاضرات، كان البعض يسألني عن تكويني، وكنت أخجل، لأنه لا تكوين أكاديمي لي".

وفي سنة 2000، عمل بنصيحة إحدى زميلاته في العمل، وتقدم لنيل شهادة الباكالوريا، وحصل عليها، وتسجل في الجامعة، وحصل على إجازة في قانون الشغل والعلاقات المهنية، وهي إجازة تخول لصاحبها الترافع أمام المحاكم في نزاعات الشغل.

بعد ذلك "حصلت على إجازة في القانون، وتسجلت في هيئة المحاماة سنة 2006، ومنذ 17 سنة وأنا أمارس المحاماة، كانت مهنة المحاماة بالنسبة لي حلما بعيد المنال".

ويشغل هلال تاركو الحليمي منذ سنة 2016، منصب رئيس جمعية المحامين المغاربة ومن أصل مغربي في إسبانيا، كما يترأس أيضا جمعية المحامين المغاربة ومن أصول مغربية الممارسين بالخارج، منذ سنة 2018.

وقال "خلال فترة كوفيد حاولنا مساعدة أفراد الجالية، خصوصا العالقين، في ظرف شهرين قدمنا حوالي 10 آلاف استشارة".

ويخوض هلال تاركو الحليمي، حربا قضائية ضد أحزاب اليمين المتطرف، إذ سبق له أن جر حزب فوكس للقضاء، بسبب تصريحات عنصرية ضد المهاجرين سنة 2019، كما سبق له أن رفع "دعوى قضائية في سنة 2011 ضد حزب كتلاني متطرف، وبسبب هذه الدعوى لم يعد لهذا الحزب وجود".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال